تكنولوجيا

اتحاد عمال أمازون، إلى أين سيصل التصويت بشأن تشكيله وما النتائج المتوقعة!

مواجهة عمالية جديدة في أمريكا تلفت انتباه اتحاد كرة القدم الأمريكي والبيت الأبيض !

تتمثل هذه المواجهة في التصويت على ما إذا كان سيتم تشكيل اتحاد عمال أمازون في ألاباما :

“وهو  مستودع عملاق للتجارة الإلكترونية في مدينة بيسمر في الولايات المتحدة ”

بداية ، كان لاعبو الدوري الوطني لكرة القدم من بين أول الداعمين لهذا المشروع ، ثم تلاهم “ستايسي أبرامز” :

“النجم الديمقراطي الذي ساعد في تحويل جورجيا إلى اللون الأزرق في انتخابات عام 2020 ”

لكن ما كان رأي الرئيس “بايدن” بتشكيل اتحاد عمال أمازون ؟

أصدر الرئيس بايدن إعلان تضامني مع العمال الذين يصوتون على تشكيل اتحاد عمال أمازون في بيسمر، دون ذكر اسم الشركة.

كما تم نشر مقطع الفيديو على حسابه الرسمي على تويتر، وكان من أقوى التصريحات الداعمة لتشكيل النقابات من قبل رئيس أمريكي !

حيث صرح الرئيس بايدن: “يجب أن يحظى كل عامل بخيار حر وعادل للانضمام إلى نقابة خاصة به”.

لقد أثمرت حملة النقابات في الأيام الأخيرة بعد أن كانت قيد الدراسة لأشهر، وذلك للتأثير على العمال في أمازون.

حيث أن أمازون هي إحدى الشركات المهيمنة في العالم، والتي زادت قوتها بشكل كبير خلال الوباء.

فمن جهة ، يوجد اتحاد البيع بالتجزئة والبيع بالجملة والمتاجر متعددة الأقسام والعديد من المؤيدين للعمال في مجالات السياسة والرياضة وهوليوود.

ومن جهة أخرى، هناك عملاق التجارة الإلكترونية الذي أعاق جهود النقابات السابقة في منشآتها في الولايات المتحدة طوال تاريخها.

يحول هذا الاهتمام التصويت النقابي إلى استفتاء ليس فقط حول ظروف العمل في مستودع بيسمر، الذي يوظف 5800 شخص، ولكن على مشكلة الموظفين ذوي الأجور المنخفضة والعمال السود على وجه الخصوص.

الحقيقة أن العديد من الموظفين في مستودع ألاباما هم من السود :

(وهي حقيقة ركز عليها منظمو النقابة في حملتهم لربط التصويت بالنضال من أجل الحقوق المدنية في الجنوب )

تملك نقابة عمال التجزئة تاريخاً طويلاً في تشغيل العمال السود في صناعة الدواجن وإنتاج الأغذية.

بالإضافة إلى ذلك، ساعدتهم على اكتساب المزايا الأساسية كالإجازة مدفوعة الأجر وإجراءات حماية السلامة ووسائل للأمن الاقتصادي ، حيث يصور الاتحاد جهوده في بيسمر كجزء من هذا التراث.

قال “بنجامين ساكس”، أستاذ العمل والصناعة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد:

“إنها حملة تنظيمية لصالح الحق في العمل أثناء الوباء في واحدة من أكبر الشركات في العالم ، لا يمكن المبالغة في أهمية انتصار الاتحاد هناك”.

ماذا عن حملة أمازون المضادة لاتحاد عمال أمازون؟

أما حملة أمازون المضادّة، فقد ركزت على الاقتصاد بشكل بحت !

حيث يبلغ أجرها الأولي 15 دولاراً للساعة، بالإضافة إلى الفوائد ،ويعد هذا أكثر بكثير من منافسيها في ألاباما، حيث يبلغ الحد الأدنى للأجور 7.25 دولاراً في الساعة.

وقالت “هيذر نوكس”، المتحدثة باسم أمازون في بيان لها:

“من المهم أن يفهم الموظفون شروط الانضمام إلى النقابة، حتى يتمكن الموظفون من اتخاذ القرار المناسب.

وأضافت :إذا تم التصويت لصالح النقابة، فسيؤثر ذلك على الجميع ، ومن المهم أن يفهم الزملاء ما يعنيه ذلك بالنسبة لهم ولحياتهم اليومية في العمل في أمازون”.

ذلك وقد سجلت الشركة، التي أطلقت موجة توظيف ضخمة في العام الماضي، أرباحاً تزيد عن 22 مليار دولار.

على أي حال، يزداد الوضع توتراً حيث يتهم قادة النقابات شركة أمازون بسلسلة من الاختراقات لقوانين النقابات.

لكن ! كيف ردت شركة أمازون على الاتهامات الموجهة لها؟

رداً على ذلك، قامت الشركة بوضع لافتات في جميع أنحاء المستودع، بجانب محطات التعقيم اليدوية وحتى في أكشاك الحمامات.

بالإضافة لذلك، أرسلت الشركة نصوصاً ورسائل بريد الكتروني منتظمة توضح المشاكل مع النقابات ، كما تنشر صوراً للعاملين في بيسمر على تطبيق الشركة توضح مدى حبهم لشركة أمازون.

لقد أشار ممثلو الشركة في بعض الدورات التدريبية إلى تكلفة مستحقات النقابة ، وعندما طرح بعض العمال أسئلة محددة في الاجتماعات، تابع ممثلو أمازون الوضع في محطات عملهم لإعادة التأكيد على سلبيات النقابات.

وقالت “جينيفر بيتس”، العاملة المؤيدة للنقابات في المستودع، أن الاجتماعات قد توقفت بمجرد بدء التصويت لكن اللافتات لا تزال معلقة.

ففي هذا الجو المشحون، حتى الأشياء الروتينية أصبحت مشبوهة!

أثارت النقابة تساؤلات حول تغيير توقيت إشارة المرور بالقرب من المستودع، حيث يحاول منظمو العمل التحدث إلى العمال عندما يتم إيقافهم في سياراتهم أثناء مغادرة المنشأة.

في هذا الصدد، طلبت أمازون من مسؤولي المقاطعة في منتصف شهر كانون الأول تغيير توقيت الضوء، على الرغم من عدم وجود دليل في سجلات المقاطعة يثبت أن التغيير قد تم لإحباط الاتحاد !

وقد ذكرت السجلات العامة أن سبب تغيير المقاطعة للضوء هو حركة المرور في أمازون والتي تتراجع عند تغيير المناوبة.

كذلك ، في الأسبوع الماضي، شككت النقابة في العرض الذي قدمته الشركة لعمال المستودعات في ألاباما.

نص هذا العرض على إعطاء العمال ما لا يقل عن 1000 دولار إذا استقالوا بحلول أواخر شهر آذار.

قال السيد أبيلباوم حول ذلك:

“إنهم يحاولون إبعاد المؤيدين النقابيين عن قوتهم العاملة عن طريق رشوتهم لحثهم على المغادرة والتخلي عن أصواتهم”.

لكن (العرض) كما يطلق عليه الموظفون، هو نفسه الذي قدمته أمازون للعاملين في جميع مستودعاتها في جميع أنحاء البلاد.

إنه برنامج سنوي يتيح للشركة تقليل عدد موظفيها بعد ذروة موسم التسوق في العطلات دون تسريح العمال.

فما التأثير الذي نتج عن بيان بايدن؟

لم يصل بايدن إلى درجة تشجيع عمال أمازون على تكوين نقابات، لكن بيانه أدى إلى زيادة مخاطر حملة ضخمة بالفعل. حيث قال:

“ليس من اختصاصي أن أقرر ما إذا كان ينبغي لأي شخص الانضمام إلى نقابة ، لكن الأمر ليس متروكاً لصاحب العمل ،يعود الاختيار للعمال أنفسهم”.

وأضاف: “يصوت العمال في ولاية ألاباما وجميع أنحاء أمريكا على ما إذا كان ينبغي تنظيم نقابة في أماكن عملهم “.

في حال تم تقديم شكوى بحق الانتخابات، فمن المحتمل أن يقرر مجلس العمل أنها غير صالحة بسبب إجراءات أمازون.

ولكن بعد العمل لأشهر لتأمين الدعم داخل وخارج مستودع أمازون، فإن آخر ما يريده اتحاد عمال أمازون هو أن يتدخل مجلس العمل ويصدر حكماً بضرورة إجراء الانتخابات مرة أخرى.

بمعاداتها للاتحاد، تخاطر أمازون بإغضاب الديمقراطيين في واشنطن، بعد أن طالب بعضهم بمزيد من التدقيق لمكافحة احتكار شركات التكنولوجيا الكبرى.

وأخيرا :

لقد شنت أمازون حملة عامة لدعم التشريعات لرفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً في الساعة، عبر شراء إعلانات بارزة في مجلات مشهورة مثل :

The New York Times و The Washington.

و في مقطع الفيديو ذكر الرئيس بايدن كيف يمكن للنقابات أن تساعد العمال السود والضعفاء لتجاوز الصعوبات خلال الأزمة الاقتصادية التي سببها الوباء.

اقرأ أيضاً: أمريكا تسلّح الإمارات إلكترونيا للتجسس على خصومها !

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى