الدنمارك بالعربي

طائراتها قريبة جداً من سوريا، فكَّرت بالمشاركة لكنها اكتفت بالتأييد فقط.. لماذا لم تنضم ألمانيا لقصف نظام الأسد؟




(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

تَّسم موقف الحكومة الألمانية بأنه “غير متماسك” حيال الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، ضد مواقع لنظام بشار الأسد في سوريا، رداً على ما قالت الدول الثلاث، بأن قوات الأسد استخدمت السلاح الكيميائي ضد المدنيين في مدينة دوما بريف دمشق. واعتبرت صحيفة welt الألمانية، أن برلين يبدو أنها قد أوقعت نفسها في مأزق فيما يتعلق بموقفها من ضرب الأسد، فعلى الرغم من تأييد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لهذه الغارة، فإنها لم تشارك فيها. 


وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية تفاجأت بتوقيت الضربة العسكرية ضد نظام الأسد، وكانت أميركا قد أبلغت حلفاءها الرافضين للضربة الجوية بانطلاق العملية العسكرية، عندما كانت الطائرات المقاتلة تحلق في سماء سوريا. علاقات ليست على ما يرام ولم تكن ألمانيا طرفاً في هذه الضربة الجوية، نظراً لتوتر العلاقة بين المستشارة الألمانية ميركل، والرئيس الأميركي دونالد ترامب. 



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

وبعد إقالة مستشار الأمن القومي السابق لترامب، هربرت ماكماستر، الذي يعد المسؤول الأميركي الوحيد، الذي يحظى بثقة المستشارة الألمانية، حافظت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين (من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، على قنوات الاتصال مع نظيرها الأميركي، جيمس ماتيس. وخلال منتصف الأسبوع الحالي، صرَّحت ميركل بأن “التدخل العسكري ضروري لتفعيل اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وتحذير النظام السوري من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية في المرات القادمة”. كما أضافت المستشارة الألمانية، أن “ألمانيا لن تشارك في الضربات العسكرية، على الرغم من تأييدنا لفكرة التدخل العسكري، الذي يهدف إلى منع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية”. ولطالما اتبعت ألمانيا نهجاً حذراً في التعامل مع موسكو، إذ تعتمد برلين على روسيا في الحصول على نحو ثُلث استهلاكها من الغاز، فتارة تضغط من أجل استمرار العقوبات بسبب ضمِّ شبه جزيرة القرم، ودعم الانفصاليين في شرقي أوكرانيا، وتارة تحافظ على الحوار والعلاقات التجارية، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.


وقالت صحيفة welt إنه “في الواقع، يعتبر امتناع ألمانيا عن المشاركة في الغارة الجوية أمراً غير ضروري، خاصة أن قواتها البحرية لا تملك غواصات مثل تلك التي من المحتمل أن تكون المملكة المتحدة قد أرسلتها خلال نهاية الأسبوع الحالي إلى البحر الأبيض المتوسط”. ومن جهة أخرى، كان بإمكان طائرات تورنادو الألمانية المتواجدة في الأردن المساهمة في الغارة الجوية عبر التقاط صور استطلاعية. لكن خلال الأسبوع الماضي، أشارت الحكومة الألمانية إلى أن هذه الطائرات المقاتلة لن تبرح مكانها، خشية اعتراضها من قبل الدفاع الجوي الروسي المتمركز في سوريا. وحيال هذا الشأن، قال نائب رئيس البرلمان الألماني، توماس أوبرمان (من الحزب الديمقراطي الاجتماعي)، إن “الهجمات الانتقامية ليست من صلاحياتنا الأساسية”. وبدا أن ألمانيا اتَّخذت إجراءات حمائية تماماً، مثلما حدث خلال شهر أبريل/نيسان من سنة 2017، حينما أقدم ترامب على شنِّ هجومٍ على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام في سوريا، على خلفية الهجوم باستخدام الغازات السامة، الذي استهدف بلدة خان شيخون في ريف إدلب. وفي ذلك الوقت، كانت ميركل مؤيدة للضربة العسكرية دون المشاركة فيها. إلا أن الصحيفة الألمانية رأت أن الأمر المثير للاستغراب، هو أن المستشارة الألمانية عندما كانت في صف المعارضة، انتقدت سلفها غيرهارد شرودر (من الحزب الديمقراطي الاجتماعي)، نظراً لأنه رفض دعم الولايات المتحدة الأميركية في حربها على العراق. وخلال سنة 2011، رفضت ميركل أيضاً التدخل العسكري الفرنسي والأميركي ضد الرئيس الليبي الأسبق، معمر القذافي. وفي ذلك الوقت، امتنعت ألمانيا، التي كانت عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، عن التصويت لفائدة الهجوم تماماً مثلما فعلت الصين وروسيا. كما أقدمت ألمانيا على سحب قواتها حتى لا تكون طرفاً في التدخل العسكري ضد ليبيا.


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى