السويد

لماذا في السويد العلمانيّة الكثير من العطل الدينيّة؟

وفقاً (للمؤسسة السويدية)، فمن أصل 58% من السويديين الأعضاء في كنيسة السويد، فقط 5% من الناس متدينين. رغم ذلك فلدى السويد، من بين جميع دول أوروبا، أعلى عدد عطل رسمية. ومن بين هذه الأيام الـ 13 المقرّ بها كعطل رسمية، هناك 9 أيام عطلة مرتبطة بالتاريخ المسيحي للسويد.

هل من تفسير لهذا؟

وفقاً ليوناس إنغمان، الخبير في أكبر متحف سويدي للتاريخ الطبيعي (نورديسكا موسيت)، فالكثير من هذه الأيام مقدّس كاثوليكياً، ويعود إلى الحقبة التي تسبق تحوّل السويد إلى البروتستانتية، أي قبل قرابة ألف عام. في ذلك الوقت كان للكنيسة مكانة بارزة في المجتمع السويدي، ما ترك أثره واضحاً في العطل.

كانت المسيحيّة الكاثوليكية هي الدين الرسمي للسويد ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر، وثُلث أيام العام في ذلك الوقت كانت عطلاً عامة كنسيّة.

فإذا ما استثنينا يوم العمّال في الأول من أيار، واليوم الوطني في السادس من حزيران، جميع العطل الرسمية السويدية تعود إلى حقبة العصور الوسطى.

ووفقاً لإنغمان أيضاً، فمن كثرة ما كان هناك أيّام عطل، كانت الحكومة بالكاد تملك الوقت للعمل، وكان كلّ ما يفعلونه الاحتفال. عانى الملك والحكومة أوقاتاً صعبة في التخلّص من العطل العامّة.

لماذا في السويد العلمانيّة الكثير من العطل الدينيّة؟

ما رأيكم بإلغاء أيّام العطل؟

وفقاً لإنغمان، هناك دعم شعبي لتغيير أيام العطل الرسمية المسيحية، وجعلها أيام عطل عادية بهدف احترام جميع الأديان الموجودة في السويد. يقول: (قد يختفي ثاني أيام الفصح بعد عدّة أعوام كما أعتقد).

لكن ليس على الناس أن يخشوا خسارة أيّام العطل، فعلى الأغلب سيتمّ استبدالها بأيام عطل مدنية أخرى. ومن الأمثلة على ذلك عيد (العنصرة) المسيحي الذي كان يُحتفل به في السويد حتّى عام 2005، والذي كان مرتبطاً في المسيحية بتذكّر حلول الروح القدس على الرسل وهم مجتمعون في عليّة صهيون مع مريم العذراء، بعد صعود المسيح إلى السماء، قبل إلغاءه ونقله إلى يوم جديد هو (اليوم الوطني) في السادس من حزيران.

يرى كثيرون بأنّ هذا منطقي تبعاً لخسارة الكنيسة لموقعها البارز، لكنّ كثيرين يرون بأنّ هذه الأيام لا تزال ذات أهميّة بالغة لكونها قد أصبحت جزءاً من فهم السويديين لذاتهم. يرى هؤلاء بأنّ الاحتفال بهذه الأعياد يمنح السويديين الفرصة لإحياء شبكاتهم الاجتماعية والثقافية.

لكن لا يوافق الجميع على هذا. ففي يوم (والبورجيس) على سبيل المثال، يتحيّن الناس الفرصة للثمل وحضور الحفلات، دون أن يقوموا بتذكّر القديس الفرنسي.

ينطبق الأمر ذاته على عطلة (صعود المسيح)، والذي كان في 13 أيار 2021. فغالبية السويديين لا يحتفلون بالعطلة الدينية، بل يستمتعون بالحصول على يوم إجازة.

إن كنت ترغب بالاطلاع على قائمة بالأعياد الرسمية السويدية، يمكنك ذلك من هنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى