اضطراب طيف التوحد: هو إعاقة في النمو تؤثر على طريقة تواصل الأشخاص أو سلوكهم أو تفاعلهم مع الآخرين. لا يوجد سبب محدد لتلك الحالة، ويمكن أن تكون الأعراض خفيفة جداً أو شديدة جداً حيث يختلف ذلك من شخص لآخر.
متى يبدأ اضطراب طيف التوحد بالظهور عند الأطفال؟
يظهر على بعض الأطفال في عمر “بضعة أشهر” بعض العلامات في بداية إصابتهم. وينمو البعض الآخر من الأطفال بشكل طبيعي في الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من حياتهم ثم تبدأ الأعراض في الظهور.
لاحظ نصف آباء الأطفال المصابين بالتوحد بعض المشاكل بحلول الوقت الذي بلغ فيه طفلهم 12 شهراً، وما بين 80% و90% لاحظوا مشاكل في عمر عامين.
للأسف، يعاني الأطفال المصابين بالتوحد من أعراض طوال حياتهم، لكن تحسنهم أمرٌ ممكن مع تقدمهم في السن.
إن طيف التوحد واسعٌ جداٌ، قد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات ملحوظ للغاية، بينما لا يواجه آخرون هذه المشكلات. إلا أن القاسم المشترك بينهم هو “الاختلافات في المهارات الاجتماعية والتواصل والسلوك مقارنة بالأشخاص الأصحاء”.
بالنسبة للمهارات الاجتماعية المتأثرة باضطراب طيف التوحد:
يواجه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد بعض الصعوبات في التفاعل مع الآخرين، حيث تُعدّ المشاكل المتعلقة بالمهارات الاجتماعية من أكثر الأعراض شيوعاً. قد يرغب هذا الطفل ببناء علاقات وثيقة، لكنه لا يعرف السبيل إلى ذلك.
فيما يلي بعض الأعراض الاجتماعية التي تظهر على الطفل المصاب عندما يبلغ 8-10 أشهر:
- لا يستجيب الطفل المصاب عندما يسمع اسمه بحلول عيد ميلاده الأول.
- لا يهتم الطفل المصاب باللعب أو المشاركة أو التحدث مع الآخرين.
- يفضّل أن يبقى وحيداً طوال الوقت.
- يتجنب أو يرفض أي تواصل جسدي مع الآخرين.
- يتجنب الاتصال بالعين.
- عندما يكون منزعجاً، لا يحب أن يشعر بالراحة.
- لا يفهم الطفل المصاب أي نوع من أنواع المشاعر (سواء مشاعره أو مشاعر غيره).
- لا يقوم الطفل بمد ذراعه ليتم حمله أو مساعدته في المشي.
فيما يتعلق بمهارات التواصل:
حوالي 40% من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد لا يتحدثون على الإطلاق، وما بين 25% و30% يطوّرون بعض المهارات اللغوية أثناء طفولتهم لكنهم يفقدونها لاحقاً. كما يبدأ بعضهم بالتحدث في وقت لاحق من حياتهم.
تشمل المشاكل التواصلية التي يعاني منها الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ما يلي:
- تأخر مهارات الكلام واللغة.
- يصدرون صوت أشبه بالصوت الآلي عند الحديث أو الغناء.
- يقومون بتكرار نفس العبارة مرات عديدة.
- يعانون من بعض المشاكل في استخدام الضمائر، كقول “أنت” بدلاً من قول “أنا”.
- ندرة استخدام الإيماءات الشائعة (كالإشارة والتلويح) وعدم الاستجابة لها.
- عدم القدرة على التركيز في نفس الموضوع عند التحدث أو الإجابة على الأسئلة.
- عدم فهم السخرية أو المزاح.
فيما يتعلق بالأنماط السلوكية:
يصدر الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد تصرفات وسلوكيات غير عادية، ويهتمون بأمور غير عادية أيضاً. يمكن أن يشمل ذلك ما يلي:
- سلوكيات متكررة مثل خفقان اليد أو التأرجح أو القفز أو الدوران.
- الحركة المستمرة السريعة بشكل “مفرط”.
- صب كل التركيز على أنشطة أو أشياء معينة.
- الاعتياد على روتين محدد وطقوس ثابتة، والانزعاج عند حدوث أي تغيير بسيط في ذلك الروتين.
- حساسية شديدة للمس والضوء والصوت.
- عدم المشاركة في ألعاب التمثيل أو تقليد الآخرين.
- عادات أكل مزعجة.
- التصرفات الخرقاء غير المنسقة.
- الاندفاع الشديد (التصرف بدون تفكير).
- السلوك العدواني سواء مع النفس أو مع الآخرين.
- عدم القدرة على التركيز لفترة طويلة.
ما أهمية اكتشاف علامات وأعراض “اضطراب طيف التوحد”؟
كلما بدء علاج اضطراب طيف التوحد بوقت مبكر، كلما كان أكثر فعالية. لذلك، من المهم جداً الاطلاع على طرق التعرف على العلامات والأعراض للبدء بعلاجها بأسرع وقت.
حدد موعد مع طبيب الأطفال الخاص بطفلك إذا لم يقم بأحد هذه العلامات الحيوية، أو إذا قام بهم لفترة قصيرة ثم توقف عن ذلك:
- الابتسامة بعمر 6 أشهر.
- تقليد تعابير الوجه والأصوات بعمر 9 أشهر.
- الاهتزاز وإصدار أصوات أشبه بالثرثرة ببلوغ 12 شهراً.
- الإيماءات (الإشارات أو التلويح) ببلوغ عمر 14 شهراً.
- التحدث ببعض الكلمات عند بلوغ 16 شهراً، واستخدام عبارات تتكون من كلمتين أو أكثر في عمر 24 شهراً.
- مهارات التقليد أو التمثيل ببلوغ 18 شهراً.
اقرأ أيضاً: تغذية الطفل في العامين الأولين تحدد النمو السليم للدماغ.