الكتابة فن؛ يتعمق الكتّاب عادةً في خيالاتهم ويعتقد بعضهم أنهم بحاجة إلى أدوات ووسائل خاصة لإنجاز مهامهم الكتابية.
كما يتبع بعض الكتاب طقوساً خاصة للبدء بالكتابة، كالكتابة في حالة السُكر أو الجري 10 كيلومترات كل صباح. قد ينتظر بعض الكتاب أسابيع أو حتى شهور لبدء مشروعهم الكتابي، وذلك حتى يتأكدوا من أنهم قد تلقوا الإلهام المناسب لعملهم.
في الواقع، إن تأطير الكتابة كشيء لا يمكن حدوثه إلا في ظروف مثالية سيعطي أسباباً مستمرة للكاتب لمنعه من البدء، مما سيخفف من عزيمته بشكل كبير.
ومن المعتقدات التي تسلب من الكاتب القدرة على العمل هي اعتقاده أن الكتابة أمراً سحرياً خارجاً عن سيطرته، وليست أمراً يمكنه ممارسته بانتظام وبظروف متنوعة.
سنتحدث الآن عن مجموعة خطوات يمكن للكاتب اتخاذها ليصبح أكثر إبداعاً وأفضل إنتاجاً:
1. حدد أوقاتاً منتظمة للكتابة:
في حال بقيت منتظراً قدوم أحد ما ليلهمك، فقد تقضي الكثير من الوقت منتظراً البدء بالخطوة الأولى. بدلاً من ذلك، عليك أن تفهم أنك الملهم الأساسي لنفسك.
وإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي تنظيم الوقت وتخصيص أوقات محددة لها خلال الأسبوع.
بنفس الطريقة، لا ينتظر الرياضيون الشعور بالإلهام لبدء ممارسة التمارين بل يخصصون أياماً و أوقاتاً لذلك. كما لا ينتظر أساتذة الجامعات الوقت المناسب لإعطاء الدروس، لكنهم مجبرون على الالتزام بجدول حصص منتظم لكل أسبوع.
باتباعك لهذه النصيحة، لن تنتج صفحات إضافية وحسب، فعندما تجبر نفسك على الكتابة بشكل دوري ستخلق المزيد من الفرص للإبداع لكي يظهر بطريقة سحرية مفاجئة.
2. دافع بضراوة عن وقتك المخصص للعمل:
يفشل الكثير من الكتاب في تطبيق النصيحة السابقة لأنهم لا يعتبرون وقتهم المخصص للكتابة أمراً مقدساً.
بل يتعاملون معه على أنه أمر اختياري وقابل للتفاوض، ويلتزمون بجدولهم الزمني فقط عندما لا يجدون شيئاً مهماً آخر للقيام به. لذلك، ارفض المواعيد والالتزامات الأخرى التي تتعارض مع وقت كتابتك وتخلص من أيّ مصادر تشتيت يمكن أن تواجهك.
3. لا تفرط في الأمر:
عندما يقوم الكاتب بمحاولة إنهاء مشروعه الكتابي في جلسة واحدة طويلة ومتعبة، تسمى تلك الحالة بشراهة الكتابة. بدلاً من ذلك، عليه تقسيم العمل إلى دفعات على مدار أيام أو أسابيع.
يميل الكتاب المصابون بالشراهة إلى الاعتقاد بأنهم لا يملكون سوى وقت قصير لإنجاز العمل، مما يدفعهم إلى العمل بطريقة فوضوية وغير منسقة. سيخفف كل ذلك الضغط من دافعهم للكتابة في المرات المقبلة.
إن الحل الوحيد لتلك الحالة هي أن يلغي الكاتب الشَرِه نظرته عن الكتابة كأمر غامض ولا يحدث إلا في وقت متأخر من الليل. بدلاً من ذلك، عليه أن ينظر إليها كأي أمر اعتيادي كالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.
افعل الأمر بانتظام وبكميات لا تشكل عليك أي ضغط نفسي!
4. لا تكافئ الكتابة بعدم الكتابة:
يتبع الكاتب الشَرِه استراتيجية خاطئة في التعامل مع الكتابة. فبعد أن يقضي ليلة كاملة أو بضعة أيام في العمل الجادّ، يمنح نفسه استراحة طويلة جداً دون عمل.
إن أردت الكتابة بانتظام، فأنت بحاجة لأن تبني معها علاقة صحية ومتوازنة. فلا يجب أن يكون الأمر بالنسبة لك بلاءً تريد التخلص منه، بل يجب أن يكون نشاطاً ممتعاً تمارسه ساعة واحدة كل بضعة أيام.
لتدرب نفسك على معاملة الكتابة بهذه الطريقة، التزم بجدولك الزمني حتى إن لم يكن هناك أمراً ملحاً. ابحث دائماً عن مواضيع جديدة ومسلية لتكتب عنها، سيخلق ذلك ارتباطاً وثيقاً لديك بين الإبداع وروح الاكتشاف واللعب.
5. تصالح مع عدم الكمال:
إن الكمال يقتل الإبداع، فعندما يحكم الكاتب على أفكاره بشكل سلبي دائماً، سيثبط ذلك من عزيمته بشكل كبير. وعندما يمارس الكاتب الرقابة الذاتية على نفسه باستمرار، سينخفض حجم عمله وسينتهي به الأمر بكرهه أيضاً.
للمضي قدماً، تأكد أن المسودّة المليئة بالعيوب التي قمت بكتابتها أفضل بكثير من المسودّة المثالية المُتخيَلة في رأسك.
يأتي الإبداع عندما تخصص وقتاً محدداً له، وعندما تؤمن أن جهودك ستثمر في النهاية. فالكتابة ليست أمراً خارقاً أو خارج عن سيطرتك، بل هي عادة صحية يمكنك تطويرها يوماً بعد يوم.
اقرأ أيضاً: تعرف على العمل الأكثر راحة في العالم