تكنولوجيا

الهكر الجزائري حمزة بن دلاج: المخترق السعيد، يسرق المليارات للتبرع لفلسطين والدول الإفريقية الفقيرة، فما حقيقة الأمر ؟

“حمزة بن دلاج” هل سمعت بهذا الاسم من قبل؟

هو من أبناء الجزائر من مواليد 1988، تخرج مهندسا في الإعلام الآلي عام 2008. وقد درس صيانة الكمبيوتر، ودخل عالم القرصنة، فنسجت حوله الأساطير بالعالم العربي.

كما أنه مصنف ضمن أخطر الهاكرز في العالم حيث اقتحم مواقع الحسابات المصرفية في أكثر من 218 بنكاً على مستوى العالم،وقام بحملات هجوم على أكثر من 8000 موقع فرنسي وتسبب في غلقها، وأيضاً كان السبب في خسارات مالية فادحة للعديد من الشركات المالية .

انتشرت أخبار تفيد بقيام المخترق الجزائري “حمزة بن دلاج” بسرقة مليارات الدولارات من مئات البنوك والتبرع بها لفلسطين والدول الإفريقية الفقيرة. لكن لا يوجد دليل على ذلك . اتُهم  أيضا بالمساعدة في إنشاء فيروس مصمم لسرقة معلومات سرية، وقد قام بذلك فعلاً.

فما القصة الحقيقية وراء هذا المخترق؟

في عام 2013، تم اعتقاله بعد أكثر من ثلاث سنوات من المطاردة في بانكوك، حيث كان في إجازة مع أسرته. وأعلنت الشرطة عن قيامه باستخدام الأموال المسروقة لتمويل أسلوب حياته الفاخر. وبعدها تم تسليمه إلى الولايات المتحدة ثم حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً. لكنه قال في مؤتمر صحفي عُقد لإعلان اعتقاله” لست مطلوبا ولا إرهابيا”.

وفي يوم 18 مارس لعام 2021 تم نشر هذا الخبر الطريف في منشور على “Instagram” من قبل شخص يُدعى “بيتر شابتر”، وحصل على 50.000 إعجاب.

وقد جاء في الخبر الكاذب: “قرصان جزائري انتزع 4 مليارات دولار من 218 مصرفاً مختلفاً وتبرع بكل ذلك لبلدان إفريقية فقيرة ولفلسطين أيضاً. اعتقلته السلطات في بانكوك وحكمت عليه بالسجن لمدة 15 عاماً“. انتشر الخبر بعدها في كثير من الصفحات والمنصات.

بن دلاج: لقبه البعض ب “المخترق السعيد”

أُطلق على “بن دلاج” اسم “المخترق السعيد“، بعد أن ظهر مُبتسماً في صورة اعتقاله عام 2013 في مطار بانكوك بعد أن تم تقييده بالأصفاد. وقامت وكالة “فرانس برس” بتغطية حادثة اعتقاله وتسليمه هناك.

ماهي التهم الموجهة إلى “بن دلاج”؟

بعد تصنيفه من ضمن أخطر 10 هاكرز في العالم وأصبح المطلوب الأول في قائمة الوكالات الأمنية والاستخبارات الفيدرالية، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان صحفي أن هيئة محلفين فيدرالية كبرى قد وجهت عدة اتهامات إلى “بن دلاج” المعروف أيضاً باسم (Bx1). تم اتهامه ب 23 تهمة بما في ذلك “التآمر لارتكاب عمليات احتيال على أجهزة الكمبيوتر والأسلاك والاحتيال المصرفي“. كما اتُهم بالمشاركة في تطوير وبيع وتوزيع فيروس “SpyEye، الذي سمح بالوصول إلى أجهزة الكمبيوتر وسرقة المعلومات الشخصية والمالية.

في الواقع، اعترف “بن دلاج” بذنبه في عام 2015، وبعد عام حكمت عليه السلطات بالسجن لمدة 15 عاماً.

وفقاً لما صرحت به وزارة العدل الأمريكية، فقد قام “بن دلاج” بسرقة مئات الآلاف من أرقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية. تسبب ذلك بخسائر بملايين الدولارات للأفراد والمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم.

الآثار الضارة لفيروس “SpyEye”

اعتبرت السلطات الأمريكية أن “SpyEye” هو البرنامج الضارّ الأساسي الذي استهدف البنوك بين عامي 2010 و 2012. كما تم استخدامه من قبل “نقابة عالمية لمجرمي الانترنت” لإصابة أكثر من 50 مليون جهاز كمبيوتر. تسبب ذلك في أضرار مالية تُقدر بنحو مليار دولار للأفراد والمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم.

في الواقع، قامت بعض المنشورات والمقالات على الانترنت بتصوير “بن دلاج” على أنه “بطل“، من خلال الادعاء بانه استخدم أمواله في تمويل الجمعيات الخيرية الفلسطينية. إلا أن وثائق المحكمة التي انتشرت بعدها لا تشير بالضبط إلى ما فعله “بن دلاج” بالمال المسروق.

في عام 2013، أعلنت الشرطة التايلاندية أن “بن دلاج” أخبرهم أنه أنفق الأموال على السفر والحياة الفاخرة. كالطيران في الدرجة الأولى والإقامة في أماكن فاخرة. وقامت وكالة AFP Fact Check من جهتها بالتحقق من صحة الادعاءات باللغة الفرنسية.

 

كُن المتلقي والناقد وشاركنا كل ما يجول في خاطرك ، هدفنا الإجابة عن أسئلتك بكل موضوعية ، لطرح سؤالك على المختصين مجاناً أدخل هنا

هجرة ، سفر ، أمن المعلومات ، ابتزاز ، استشارات طبية ، استشارات دينية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى