من المقرر أن يدخل قرار حظر ارتداء النقاب أو البرقع حيز التنفيذ في أغسطس-آب في الدنمارك، وهو ما سيجبر المنقبات على تنفيذ القانون أو دفع غرامة مالية في حالة عدم الامتثال. بعض النساء اللاتي يرتدين النقاب اعتبرن القرار مجحفا في حقهن وقررن تحدي القانون والخروج بنقابهن إلى الشارع وعدم تركه في المنزل. وتعتزم المنقبات في الدنمارك تنظيم تجمع غدا الأربعاء الموافق للأول من أغسطس-آب احتجاجا على تنفيذ قانون حظر البرقع، ومن المقرر أن تنضم إلى التجمع مسلمات غير منتقبات وسيدات غير مسلمات من الدنمارك تنوي معظمهن ارتداء النقاب خلال التجمع الاحتجاجي.
وتعتبر معظم المنقبات في الدنمارك أن التجمع الاحتجاجي يدخل في الحركة التي أطلق عليها “نساء في حوار”، والتي تهدف إلى الاحتجاج وزيادة الوعي تجاه سبب ضرورة السماح للنساء بالتعبير عن هويتهن بتلك الطريقة. واعتبرت بعض المنقبات أنّ قرار خلع النقاب نابع عن القناعة الشخصية ومن تلقاء النفس، ولا يمكن أن تفرضه قرارات أو قوانين، كما تساءلت بعضهن عن ضرورة تحديد القيم الدنماركية التي قد تتعارض مع ارتداء النقاب
إحدى المنقبات تدعى مريم، وهي من مواليد الدنمارك لأبوين تركيين، وتدرس الطب الجزيئي في جامعة أرهوس أوضحت أنه يجب على المرء الاندماج في المجتمع وأن يتلقى التعليم وما إلى ذلك، مضيفة أن ارتداء النقاب لا يعني عدم التقيد بالقيم الدنماركية. وكان البرلمان الدنماركي قد اعتمد نهاية مايو-أيار الماضي، قانوناً يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة ليحذو بذلك حذو دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبلجيكا. وقد اعتمد القانون الذي ينص على بتعرض كل شخص يرتدي ملابس تخفي وجهه في الأماكن العامة إلى دفع غرامة، بغالبية 75 صوتا مقابل 30. القانون حكومة يمين الوسط، وقد نال أيضاً تأييد أكبر قوتين سياسيتين في البرلمان: الاشتراكيون الديمقراطيون والحزب الشعبي الدنماركي، الشعبوي والمناهض للهجرة. واعتباراً من هذا الأربعاء سيعاقب أيّ شخص يخفي وجهه في الأماكن العامة بدفع غرامة تبلغ ألف كورون دنماركي وهو ما يعادل 134 يورو، وإذا تكررت المخالفات فإن الغرامة يمكن أن تصل إلى 10 آلاف كورون.
ويستهدف الحظر أيضاً أشياء أخرى يمكن أن تخفي الوجه مثل اللحى المصطنعة والأقنعة التي لا تُظهر إلا العيون. وليس هناك أي وثيقة رسمية تشير إلى عدد النساء اللواتي يرتدين النقاب أو البرقع في الدنمارك. وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد أقرت العام الماضي، حظرا بلجيكيا على ارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة، وكانت فرنسا أول دولة تحظر النقاب في الأماكن العامة عبر قانون طبق في العام 2011. ولا توجد احصائيات رسمية حول عدد النساء اللاتي يرتدين النقاب أو البرقع في الدنمارك التي يعدّ ارتداء النقاب والبرقع فيها مسألة حساسة مثلما هو الحال في معظم الدول الأوربية.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});