(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
إمام يتحدث عن تجديد الإيمان، وهو بذلك كمن يدعو للصلاة قبل الوضوء أوبدونه. ألسنا أحوج اليوم إلى تجديد الخطاب الديني في زمن العولمة، وفِي زمن التطرف والغلو، وفِي زمن كثر فيه الإرهاب الذي ربطوه فقط بالإسلام. أم نتناول في خطبنا مواضيع لا ترقى لصنع ذلك التحول الذي نريد في المجتمع؟.
في اعتقادي أن الذين يتحملون قيادة التدبير الديني في الغرب ولا يستطيعون محاربة التطرف والغلو، ويتكلمون بلغة الخشب من خلال مواضيع لا ترقى لكي يتابعها المسلم. هؤلاء أصبحوا كالقطع البالية لا قيمة لها، لأنهم لا يستطيعون صنع الحدث وإدراك التحول في المجتمع وإقناع شريحة واسعة غاب عنها الإسلام الحقيقي، بضرورة التغيير.
هذه هي حقيقة العديد ممن يتحملون الخطابة في مساجد المسلمين في الدنمارك، يتناولون في غالبيتهم في خطب الجمعة مواضيع مملة، لا يستطيعون تحديد أهدافها، ولا تشد انتباه المستمعين. وهم بذلك لا يخدمون الإسلام ولا المجتمع الذي يعيشون فيه والذي أعطاهم حق ممارسة الطقوس الدينية ومنحهم في العديد من الأحيان كل الدعم المادي والقانوني.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
عندما يتحدث الإمام عن ضرورة تجديد الإيمان دون أن يحدد المبتغى والهدف، ولا يأبه بما يسببه العديد من المتطرفين المنعزلين عن المجتمع من إساءة لديننا الحنيف، فإنه لا يخدم الرسالة التي يتحملها كإمام، والتي تتجلى في تصحيح صورة الإسلام في ظل ما يجري من تشويه لقيمه المثلى من طرف القتلة الذين يسفكون الدماء بغير حق، ويُثيرون النعرات والطائفية. وهم بأفعالهم أصبحوا يقدمون الإسلام في الغرب بصورة مشوهة.
أئمة المساجد والخطباء يجب أولا أن يبدأوا بتصحيح صورة الإسلام للغرب، بالمشاركة المكثفة في الحوار الحضاري، بإقناع الغرب بأسلوب لغوي سلس وباللغة التي يفهمونها، وعندما أقول الغرب، فالأجيال التي ازدادت وترعرعت في الغرب يجب إدراجها في قائمة الناس الذين لا يفقهون في تعاليم الدين والذين هم في حاجة إلى التوجيه الديني باستمرار.
وخطب الجمعة يجب أن تكون هادفة، مركزة وليست طويلة تجعل المستمع والملتقي يتابعها باهتمام كبير، ويخرج من المسجد وهو مرتاح وسعيد ليلقن ما سمعه لأسرته سواءا كان امرأة أو رجلا.
الإمام الذي يتقن لغة البلد ينجح في رسالته وفِي إيصال ما يريد للمسلم، ويشد انتباهه. وبالتالي فنحن اليوم أحوج لتجديد الخطاب الديني وبه نستطيع تجديد الإيمان، بل تصحيح قيم الإسلام في أذهان المسلمين وغير المسلمين في الغرب. وبهذا الخطاب، يمكن أن نبني الحوار القائم على التسامح والتعايش.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});