استخدم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، قليلاً من ثروته المتزايدة لتسريع التقدم في طرق منع التلوث بغاز ثاني أكسيد الكربون أو سحبه من السماء، الجائزة قيمتها 100 مليون دولار من ثروته الخاصة والفائز بها: صاحب أفضل تقنية لاحتجاز الكربون.
ويتنافس ماسك مع مؤسسة شركة أمازون في تبوء لائحة أثرى رجل في العالم بثروةٍ قيمتها 180 مليار دولار، وقد خصص جزءاً قليلاً منها لمن يتوصل إلى التكنولوجيا الأفضل لاحتجاز الكربون وانبعاثاته في الجو.
وماسك الذي شارك في تأسيس وبيع شركة المدفوعات عبر الإنترنت PayPal Holdings Inc، يقود الآن بعض أكثر الشركات المستقبلية في العالم.
وإلى جانب تسلا، يرأس شركة الصواريخ SpaceX وشركة Neuralink، وهي شركة ناشئة تعمل على تطوير واجهات بينية وآلة ذات نطاق ترددي عالٍ لتوصيل الدماغ البشري بأجهزة الكمبيوتر.
ماذا يعني احتجاز الكربون؟
بحسب ما نشرته مجلة MIT Technology Review، يمكن أن يشير مصطلح احتجاز الكربون إلى الأساليب التي تمنع تلوث غازات الاحتباس الحراري المتسرب من محطات الطاقة والمصانع، أو طرق مختلفة لإخراجها من الغلاف الجوي.
تقوم بعض الشركات الناشئة بتطوير ما يسمى آلات التقاط الهواء المباشر التي تنتزع جزيئات ثاني أكسيد الكربون من الهواء؛ يمكن بعد ذلك تخزينها تحت الأرض أو استخدامها لإنشاء وقود خالٍ من الكربون.
تستكشف مجموعات أخرى طرقاً لاستخدام المعادن والأشجار والنباتات والتربة لخفض غازات الاحتباس الحراري.
لا يحدث حالياً أي من عمليات التقاط الكربون أو إزالة الهواء على نطاقات كبيرة في المواقع الأكثر إصداراً للغاز، ويرجع ذلك أساساً إلى أنها باهظة الثمن وليست فعالة بشكل كافٍ.
مستويات خطيرة من الاحتباس الحراري
لكن مع تزايد مخاطر التغير المناخي، تم تخصيص كثير من الأموال والاهتمام في هذا المجال، بحسب قناة NBC الأمريكية.
تُظهر النماذج المناخية أن كميات هائلة من إزالة الكربون ستكون ضرورية لمنع مستويات خطيرة من الاحتباس الحراري، بالنظر إلى مقدار انبعاثنا وبطء استقلال البشرية عن الوقود الأحفوري.
وفي الوقت نفسه، قد توفر أدوات احتجاز الكربون في الموقع طرقاً واعدة لتنظيف بعض القطاعات الصعبة، مثل إنتاج الأسمنت والصلب، أو لتوفير كهرباء خالية من الكربون من محطات الغاز الطبيعي.
ويزداد عدد الدول والشركات التي تدفع باتجاه مستوى معين من انبعاث الكربون أو إزالته، في جهود عالمية للتخلص من الانبعاثات في العقود القادمة، مما يخلق اعتماداً متزايداً على مناهج باهظة الثمن أو غير مثبتة؛ وبالتالي ضرورة تسريع التقدم في هذه المساحات.
مايكروسوفت خصصت مليار دولار
ماسك ليس سبّاقاً في هذا المجال، سواء كجائزة أو استثمار مباشر.
في عام 2020، أعلنت شركة Microsoft عن خطط لإنشاء صندوق بقيمة مليار دولار “لتقنيات تقليل الكربون واحتجازه وإزالته”، حيث تتطلع إلى إلغاء انبعاثاته التاريخية بالكامل.
وجمعت شركات ناشئة لتنقية الهواء المباشر مثل Climeworks وCarbon Engineering وGlobal Thermostat عشرات الملايين من الدولارات على الأقل من الاستثمار.
وقدَّمت جائزة CarbonX 20 مليون دولار للشركات التي تطور طرقاً لدمج ثاني أكسيد الكربون في المنتجات؛ في محاولة لخلق أسواق أكبر وقيمة سوقية للغاز.
وتساعد 100 مليون دولار أخرى بالتأكيد أي فكرة أو مشروع للفوز بجائزة ماسك، لكنه جزء ضئيل مما قد يتطلبه الأمر.
على سبيل المثال، أعلنت شركة Carbon Engineering سابقاً، أن مصنعاً واحداً فقط لالتقاط الهواء المباشر على نطاق واسع يمكن أن يكلف ما بين 300 و500 مليون دولار.
معنى جائزة ماسك
استخدم ماسك تعبير”نحو جائزة” في التغريدة التي نشرها على حسابه الرسمي في تويتر، وهو ما قد يعني أن ماسك سيكون واحداً من عدة أشخاص أو منظمات تساهم في تأسيس محفظة أكبر.
أما على مستوى شخصية ماسك، فإن رؤيته لطالما شكَّلت حافزاً وإلهاماً للعديد من أبناء جيل الألفية، لكن هذا المجال هو أكثر ما يحتاج كوكب الأرض الاستثمار فيه.
وكان ماسك تبرع علناً بمبلغ 257 مليون دولار لمؤسسة مسك، وقال إن جزءاً كبيرة من ثروته ستُستخدم في استكشاف الفضاء وطموحه لاستعمار المريخ.
بدوره تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتسريع تطوير تقنية احتجاز الكربون كجزء من خطته الشاملة لمعالجة تغير المناخ.
وترجمةً لذلك، عيّن جينيفر ويلكوكس، الخبيرة في تقنيات إزالة الكربون، نائبة رئيسية لمساعد وزير الطاقة الأحفورية في وزارة الطاقة الأمريكية.