تكنولوجيا

تحقق عكس المراد منها.. أجهزة تتبُّع النوم قد تفسده لهذا السبب

[sc name=”ads2″ ]

يشتكي واحد من بين كل 3 أشخاص من مشاكل الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، ومن هنا انطلق الاهتمام الناشئ بأجهزة تتبع النوم التي تحسب عدد ساعات النوم كل ليلة، فأصبحت في متناول اليد (حرفياً من خلال الساعات الذكية) بعدما كانت ترصده أجهزة متطورة لدى الطبيب فقط.

والجسم بحاجة ماسة لأن يحصل على نوم هانئ مريح، وهذا الأمر ليس ترفاً أو رفاهيةً، بل لإعادة بناء النظام المناعي، ومعالجة المعلومات، والاستراحة قبل بداية يومٍ جديدٍ مليء بالأشغال والأعمال التي تحتاج تركيزاً وطاقة.

وحين لا يحصل الجسم على قسطٍ مناسبٍ من النوم، يختل توازن كثير من الوظائف الجسدية والنفسية.

مراحل النوم

نمر أثناء نومنا بدورات نوم “عميق” و”خفيف” و”حركة العين السريعة”؛ وتعد مرحلة النوم “العميق” هي المرحلة التي تجعلنا نشعر بالانتعاش في اليوم التالي. 

وتعتبر معظم أجهزة تتبع النوم حالياً ساعة يمكن ارتداؤها حول المعصم، وتعمل من خلال مراقبة حركات الجسم أثناء النوم، لتحديد كم الوقت الذي تقضيه مستيقظاً مقابل الوقت الذي تنامه. 

وتنظر بعض الأجهزة أيضاً في تغييرات معدل ضربات القلب لحساب مقدار الوقت الذي تقضيه في كل دورة نوم. 

وبعض الأجهزة تعتمد فقط على الحركة أثناء النوم للتميز بين مرحلة نوم وأخرى، وبالتالي تبوء بالفشل.

هل أجهزة تتبُّع النوم دقيقة؟

لكن رغم شعبيتها، وجدت الدراسات أن دقة أجهزة تعقُّب النوم تبلغ 78% فقط مقارنة باختبارات تخطيط النوم التي يجريها الخبراء لتشخيص اضطرابات النوم. 

وتنخفض هذه الدقة إلى 38% عند تقدير الوقت الذي يستغرقه المشاركون للدخول في النوم.

تتسم اختبارات تخطيط النوم بأنها الأدق لأنها تتبع موجات المخ، ومعدل ضربات القلب، والتنفس، ومستويات الأكسجين في الدم، وحركات العين والجسم أثناء النوم، من خلال أقطاب كهربائية متصلة بالجلد وفروة الرأس. 

وتحليل أنماط موجات الدماغ هو الطريقة المحددة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان الشخص مستيقظاً أم نائماً، ولمعرفة مرحلة النوم التي يمر بها الشخص.

كيف تعرف أنها ليست مجرد ليلة سيئة، وأنك تعاني من اضطرابات النوم والنوم المتقطع 

تظهر أعراض الحرمان من النوم عند استمرار عدم الحصول على قسطٍ وافٍ من النوم أو من النوم غير الجيد. وقد استعرض موقع Greatist الأمريكي بعض اضطرابات النوم الشائعة، التي تشمل:

  •                   اضطراب الخدَر أو التغفيق، وهو الشعور بالنعاس المستمر أثناء النهار.
  •                   متلازمة تململ الساقين (RLS)، وهي حالة تسبِّب رغبة مُلِحَّة لا يمكن التحكم فيها في تحريك الساقين.
  •                   توقف التنفس أثناء النوم.
  •                   اضطراب النوم الإيقاعي اليومي، وهو عدم وجود نمط ثابت للساعة البيولوجية.

اضطراب القلق أثناء النوم

ولكن السؤال هو: هل رصد جودة النوم أمر مفيد حقاً؟ فبعض مرضى الأرق المزمن يعانون ويدركون أن محاولة النوم أفضل طريقة للبقاء يقظين، في استجابة عسكية وصادمة للجسم!

وقد كشفت دراسة بحثية نشرها موقع The Next Web الهولندي، أن ساعات تتبُّع النوم تزيد الوضع سوءاً؛ إذ أُعطي المشاركون ساعات تتبُّع النوم وطُلب منهم إكمال قياسات الحالة المزاجية، وعمليات التفكير أثناء النهار، والنعاس أثناء فترات منتظمة على مدار اليوم. 

مع ذلك، حدث تلاعب بنتيجة النوم وكان مقدار النوم وجودته التي حققها المشاركون متساوية في المجموعتين.

ووجدت الدراسة أن أولئك الذين قيل لهم إنهم يعانون من قلة النوم أثناء الليل يُظهرون مزاجاً سيئاً، ويواجهون صعوبات في عمليات التفكير خلال النهار ويشعرون بالنعاس أكثر. 

أما أولئك الذين قيل لهم إنهم يتمتعون بنوم جيد أثناء الليل فأظهروا العكس.

وهذا يوضح أن بيانات أجهزة التتبع من شأنها تغيير حالتك العاطفية ومستويات التركيز خلال اليوم، حتى لو كانت القراءات دقيقة. 

ونظراً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم ربما كانوا أكثر عرضة لاستخدام هذه الأجهزة، فقد يشكل ذلك مصدراً مزيداً للقلق، لأنه من يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية.

وأبرز أحد التقارير أن المزيد من المرضى يبحثون عن علاج لصعوبات النوم، بسبب نتيجة أجهزة تتبع النوم، حسب ما نشرته دورية Clinical Sleep Medicine المتخصصة باضطرابات النوم.

ونظراً إلى أن الدراسات أظهرت أن الاستخدام المفرط للأجهزة القابلة للارتداء يزيد من التوهم المرضي والاكتئاب، فثمة مخاوف من أن أجهزة النوم لها التأثير نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى