تكنولوجيا

الانفجارات الراديوية السريعة: ظاهرة غامضة متكررة، فهل سنعرف أسبابها ومصدرها؟!

هل سمعت بالانفجارات الراديوية السريعة من قبل؟! سنشرح لك فيما يلي عن طبيعتها ومصدرها وأسبابها..

أولا، ما هي الانفجارات الراديوية السريعة (FRBs)؟

في الواقع، إن الانفجارات الراديوية السريعة (FRBs) هي نبضات قوية وقصيرة العمر من موجات الراديو القادمة من الكون. لكن مصادر هذه الانفجارات لا تزال غامضة، نظراً لقصرها و صعوبة تحديد موقعها.

يقول علماء الفلك في مؤتمر كبير أنهم قاموا بتتبع مصدر إحدى هذه الانفجارات إلى مجرة مختلفة. كانت تلك الخطوة مهمةً جداً لحل اللغز، وأسفرت عن مجموعة من التفسيرات المختلفة كالثقوب السوداء والذكاء خارج كوكب الأرض.

في عام 2007، اكتشف العلماء أول هذه الانفجارات الراديوية السريعة في البيانات المؤرشفة في محطة Parkes Radio Telescope في استراليا. حيث كان علماء الفلك يبحثون عن أشكال جديدة للنجوم النيوترونية الممغنطة (النجوم النابضة)، لكنهم شهدوا ظاهرة جديدة وهي “انفجار راديو من عام 2001”. منذ ذلك الحين، عثروا على ما مجموعه 18 من الانفجارات الراديوية السريعة، والتي يسمونها أيضاً “الفلاش” أو “الأزيز”.

قال المؤلف الأول للدراسة الجديدة “شامي تشاترجي” لبرنامج Science in Action على قناة BBC: “لا أبالغ إن قلت أن هناك المزيد من النظريات حول ما يمكن أن تكون عليه هذه الانفجارات، أكثر من كونها ومضات ملحوظة”.

كيف عثر العلماء على هذه الانفجارات؟

في الحقيقة، عثر العلماء على جميع هذه الانفجارات الراديوية السريعة باستخدام تلسكوبات راديو أحادية الطبق. لم تتمكن هذه التلسكوبات من وصف  الانفجارات حيث أنها لم  تملك الدقة الكافية لتضييق نطاق مواقع مصادر هذه الانفجارات.

في نيو مكسيكو، قام الدكتور تشاترجي مع زملائه باستخدام تلسكوب لاسلكي متعدد الهوائيات يسمى (Karl G Jansky Very Large Array (VLA. يتمتع التلسكوب بدقة كافية لتحديد موقع الانفجار بدقة.

فمثلا “الانفجار 121102″، على عكس الانفجارات الأخرى، هذا الانفجار الذي اكتشفه العلماء في عام 2012 قد تكرر عدة مرات. يقول الدكتور تشاترجي: “عندما تم إبلاغنا في العام الماضي أن أحد هذه الانفجارات قد تكرر، علمنا على الأقل أنه لا يمكن أن يكون متفجراً”.

وبعد 83 ساعة من المراقبة على مدى ستة أشهر في عام 2016، اكتشف تلسكوب VLA تسع ومضات من الانفجار 121102.

ما هو مصدر هذا الانفجار؟

قال الدكتور تشاترجي: “نعلم الآن أن هذا الانفجار بالتحديد يأتي من مجرة قزمة تبعد عن الأرض بأكثر من ثلاثة مليارات سنة ضوئية“. تُعتبر هذه المسافة مذهلة، مما يؤكد مدى نشاط هذه الومضات. وهذه الحقيقة تشكل تقدماً كبيراً في فهمنا لهذه الأحداث”.

نشر الفريق النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Nature وحددها في الاجتماع رقم 229 للجمعية الفلكية الأمريكية (AAS) في تكساس. وبالإضافة لاكتشاف الومضات الساطعة لانفجار 121102، كشفت دراسات الفريق أيضاً عن مصدر مستمر لانبعاثات راديو ضعيفة في نفس المنطقة. يجب أن توجد الومضات والمصدر المستمر مع بعضهم البعض ضمن مسافة 100 سنة ضوئية، ويرجح العلماء أن يكونا نفس الشيء أو مرتبطان ببعضهم البعض فيزيائياً.

قال الدكتور تشاترجي: “إن هذا المصدر الراديوي المستمر يمكن أن يكون نواة مجرة نشطة (AGN) في مركز المجرة التي تستهلك المادة من محيطها، وترسل نفاثات، وهذه الأزيزات التي نراها هي عبارة عن أجزاء صغيرة من البلازما التي تتبخر في النفاثات”. ويكمل قوله:

“إن هذا التفسير ليس ما نفضله. بل نفضل أن نفترض أنه ربما يكون نجماً مغناطيسياً صغيراً ويحيط به سديم مدعوم بالطاقة التي يفقدها هذا الجسم. في كل مرة ولبرهة، نحصل على وميض من هذا النجم المغناطيسي الصغير”.

في الختام، سنحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة لتوضيح طبيعة الومضات. كما يجب تحديد ما إذا كانت جميع الانفجارات ناتجة عن نفس الظاهرة أو لها أسباب مختلفة.

اقرأ أيضاً: أجمل الظواهر الفلكية في عالمنا.

كُن المتلقي والناقد وشاركنا كل ما يجول في خاطرك ، هدفنا الإجابة عن أسئلتك بكل موضوعية ، لطرح سؤالك على المختصين مجاناً أدخل هنا

هجرة ، سفر ، أمن المعلومات ، ابتزاز ، استشارات طبية ، استشارات دينية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى