تكنولوجيا
Trending

زراعة قوقعة الأذن

زراعة قوقعة الأذن هي عملية جراحية يتم اجراءها لتحسين المستوى السمعي عن طريق غرسات قوقعية.

تعتبر زراعة قوقعة الأذن من أهم ما توصل إليه الإنسان في الطب البشري، فالأذن هي محور سمع الإنسان وفهمه واستيعابه لكلام الآخر، وطريقة للتواصل مع المجتمع. ومع ظهور سماعات الأذن الخارجية التي توضع خارج الأذن أحدثت فارق كبير لتحسين الحالة السمعية للذين يعانون من ضعف حاد

في سمعهم أو فقدان السمع تماماً. لكن التطور العلمي وازدهار الطب وبما خلقه الله للإنسان من حب للإكتشاف  والاختراع لم يتوقف عند هذه النقطة فقط، بل اهتم بالمظهر الخارجي الجمالي للأذن بعيداً عن السماعات الكبيرة التي لا يرغبها العديد من الناس. لذلك وصل إلى زراعة الأذن من الداخل للحفاظ على

مظهر جميل وأيضاً تحقيق السمع المطلوب. ولم يعد هناك ما يستصعبه البشر حتى مع الزراعة لمختلف أجهزة الجسم مثل زراعة الشعر مثلاً. هذا ما سنتعرف عليه في حديثنا عن المقصود من زراعة الأذن، وما الأساسيات التي تجعل الإنسان يلجأ للزراعة، وما الخطوات التي يتم اجراءها على زراعة الأذن

الاصطناعية، وما الأهداف التي يتم تحقيقها بعد هذه العملية، هل سيعود سمعه من جديد أم يتحسن فقط؟

ما معنى زراعة قوقعة الأذن

هي عبارة عن عملية يتم فيها وضع جهاز صغير جداً داخل الأذن. ووظيفته الأساسية هي تحسين العملية السمعية لدى الفرد ليصبح قادر على السمع أكثر. يتكون هذا الجهاز الصغير من جزئين أساسيين هما: الجزء الأول داخل الأذن تماماً يطلق عليه اسم قوقعة الأذن. والجزء الثاني خارج الأذن تماماً يطلق عليه اسم جهاز العلاج الكلامي. يتم شقّ الأذن أثناء العملية وادخال الجهاز الأول داخل الأذن وتثبيته جيداً بحيث لا يتم تحركه إطلاقاً. وهذا يحتاج إلى أطباء ذو خبرة كبيرة في الزراعة؛ لأنه الأمر ليس بالأمر اليسير. والجهاز الثاني يتم وضعه بعد مرور ما يقارب أسبوع على قيام العملية الجراحية. الهدف الرئيسي من زراعة قوقعة الأذن هو تنشيط عمل العصب المسؤول عن عن السمع. والتخلص من القسم المريض والتالف ووضع  قوقعة أذن جديدة.

فكما نعلم أن الحركات الناتجة عنّا هي عبارة عن تنبيهات تنتقل من العصب إلى الدماغ الذي يعطي بدوره الأمر بالحركة أو التوقف. وهذا ما يفعله الجهاز الداخلي من خلال إعطاء تنبيهات مباشرة للعصب المتحكم بالعمل السمعي. ويقوم هذا العصب فيما بعد بنقل هذه التنبيهات إلى الدماغ لتقوم بالأمر. وهذا يساعد بشكل ملحوظ جداً في تحسين الأداء السمعي لدى الأفراد سواء أكانوا أطفال أو كبار.

شروط القيام بالزراعة

لا يستطيع الإنسان الذي يعاني من ضعف في السمع أن يقوم بزراعة قوقعة الأذن؛ لأنه ذلك غير مسموح إصلاقاً. قبل القيام بالاجراءات الطبية المطلوبة وتحديد مدى ضعف السمع أو فقدانه. لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار الشروط التي تسمح للمريض بالقيام بالعملية الجراحية ومنها:

  • انعدام السمع نهائياً إما ولادياً أو نتيجة حصول حادث معين مثل حوادث السيارات التي قد تؤدي إلى فقدان السمع تماماً.
  • ضعف شديد وقوي بالسمع في الأذنين. لدرجة عدم القدرة على فهم كلام الآخر بشكل واضح.
  • رغبة المريض الأصم بالتخلص من هذه المعاناة الكبيرة في السمع وإصراره على حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن.
  • إعلام المريض بالنتائج المحتملة التي يمكن أن تحدث بعد إجراء العملية من الناحيتين السلبية والإيجابية.
  • حصول بعض المخاطر أو ازدياد الحال سوءاً إذا أهمل المريض نفسه في حال إخبار الطبيب المريض بضرورة العملية وعدم التأخر.
  • القيام بالعملية في عمر محدد ما بين 18-60 سنة؛ لأن نمو الغضاريف والعظام يكتمل في عمر ال18. لذلك من السهل القسام بالعملية مع قلة النتائج السلبية. أما بالنسبة لعمر ال60 سنة تزداد المخاوف وخصوصاً من التخدير العام للجسم.

كيف تتم العملية

 

إن عملية زراعة قوقعة الأذن تتم من خلال خطوات دقيقة ومفصّلة يتم دراستها بين الطبيب والمريض ومناقشته. وتتم العملية من خلال 6 مراحل رئيسية:

  1. المرحلة الأولى: بما أن العملية جراحية لابدّ من تخدير جسم المريض تخدير عام. بعد القيام بالفحوصات المطلوبة للتأكد من عدم تحسسه أو التأذي من العمل التخديري.
  2. المرحلة الثانية: يتم شقّ الأذن من الجهة الخلفية بشكل طولاني. ثم إزالة الجلد الموجود على الأذن للوصول إلى المنطقة الغضروفية.
  3. المرحلة الثالثة: يتم وضع الغضاريف الاصطناعية أو الطبيعية في المنطقة الغضروفية الأذنية وتثبيتها مع الغضروف السابق بشكل جزئي.
  4. المرحلة الرابعة: إعادة الجلد والعضلات إلى مكانها من جديد بعناية وحذر كبيران. لعدم إصابة أي عصب أو شريان قريب من الدماغ.
  5. المرحلة الخامسة: تقطيب الجرح من أعلى الأذن للأسفل ووضع الضماد على منطقة الجراحة. وإضافة بعض الأدوية التي تساعد على الشفاء السريع والإلتئام.
  6. المرحلة السادسة: يتم إيقاظ المريض من التخدير ووضعه في العناية لفترة قصيرة لمراقبة جرحه. ولا يتم فك الضماد إلا بعد مرور 5 أو 7 أيام على الأقل.

فوائد زراعة قوقعة الأذن

بعد إجراء العملية، يشعر الشخص المريض بالإنعاش وأنّ عدم قدرته على السمع كان همّاً ثقيلاً. لعدم قدرته على الاتصال المباشر مع الناس وصعوبة الفهم والإدراك.

ومن الفوائد التي يمكن تحصيلها بعد هذه العملية كثيرة ومنها:

  • تطوير المقدرات الاستيعابية لدى الكبار والصغار.
  • قدرة الطفل على التعلم والفهم السريع، وإقامة العلاقات الاجتماعية العديدة.
  • تنشيط العمل السمعي وهذا يساعد على تعلم اللغة  والنطق الصحيح للأحرف دون ارتباك أو خوف.
  • فائدة الغرسات القوقعية  في تعلم الإنصات أيضاً للكلام وفهمه.
  • عند خروج صوت من بعيد يستطيع المريض تحديد مصدره ونوعه.
  • القدرة على التمتعة بجمال صوت الطبيعة، والعصافير، والموسيقى والأغاني.
  • عدم شعور المريض بأنه مختلف عن الناس واندماجه مع محيطه، وبناء علاقات وديّة.
  • التواصل اللغوي وإطلاق اللسان دون  مخاوف أو إحراج  وبناء الثقة بالنفس.

وبهذا نكون قد تعرفنا على زراعة قوقعة الأذن،  هذا الانجاز العظيم. لبناء حياة هنيئة للإنسان وبناء سعادته الدائمة ومنها قدرته على التمتع بحواسه الخمسة. وإزالة المعاناة مع فقدان السمع. حيث تم حل هذه المشكلة واستعادة الحاسة السمعية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة الاتصالية.

Related Articles

Back to top button