الدنمارك بالعربي -أخبار السويد:يعتقد العديد من الخبراء أن دول أوروبا غيرت من استراتيجيتها لتقرر الآن اتباع النموذج السويدي. ويؤكد الأستاذ السويسري أنطوان فلاوهولت على هذا الأمر ويضيف، “لا أحد يعترف بذلك.”
يتميز النموذج السويدي بإصدار توصيات مستمرة بدلاً من فرض القوانين الإلزامية، والاستمرار في ارتياد المدارس والمطاعم والمرافق الحيوية الأخرى، لكن مع التذكير المستمر بغسل اليدين والتزام مسافة أمان مع الآخرين.
وسبق أن وصف النموذج السويدي أثناء الوباء بأنه غير مسؤول، واستخدم كمثال للرعب من قبل العديد من قادة العالم، مع الإشارة إلى ارتفاع عدد القتلى في السويد. وفي عدة مناسبات، سجلت السويد أعلى نسبة وفيات للفرد الواحد في العالم.
لكن خبراء الفيروسات الدوليين يؤكدون اليوم على أن السويد بدأت تجني ثمار استراتيجيتها وباتت تنال الثناء والمدح بدلًا من الهجوم والانتقاد.
قال أنطوان فلاهولت، أستاذ علم الأوبئة في جامعة جنيف ورئيس معهد الصحة العالمية، “اليوم، تحذو جميع البلدان في أوروبا بشكل أو بآخر حذو النموذج السويدي، لكن لا أحد يعترف بذلك.”
وأضاف، “لكن هذا ليس صحيحا سياسيا. إذ انتقد الجميع تقريبًا الاستراتيجية السويدية ووصفوها بأنها غير إنسانية وفاشلة. لذا لا يمكنك الالتفاف الآن.
ثقة فريدة
بينما تتراجع العدوى حاليًا في السويد، ما زالت الأرقام آخذة في الارتفاع في البلدان التي فتحت أبوابها بعد عمليات إغلاق صارمة. لكن مع عودة انتشار الفيروس مرة أخرى عبر أوروبا، ارتأت معظم الدول تجنب عمليات الإغلاق هذه المرة.
وبدلاً من ذلك، وعلى الطريقة السويدية، باشرت دول عديدة بتشجيع سكانها على استخدام الفطرة السليمة واتباع التوصيات بشأن النظافة ومسافة الأمان.
يقول فوهالت، “يُنظر إلى النموذج السويدي اليوم على أنه خيار معقول أو كبديل فريد للإغلاق. إذ تمكنوا من جعل المواطنين يفهمون ويشاركون في مكافحة الفيروس دون قوانين وأنظمة إلزامية. إن البلدان تريد تجربة شيء أكثر نضجًا ومسؤولية وشمولية.”
كما أشاد ديفيد نابارو، مبعوث منظمة الصحة العالمية لفيروس كورونا، باستراتيجية السويد. وقال، “أنا أدعو إلى استخدام هذا النوع من الثقة بين السلطات والناس بشكل عام في العالم.”