انتشرت صورة رجل الشرطة الفرنسي المشتعل بالنار بعد أن أصابته زجاجة مولوتوف خلال تظاهرات عمّت شوارع باريس في الأول من أيار، والمثير في الأمر أن المصور الصحفي الذي التقط الصورة سوري أصله من مدينة حلب.
الصورة تحبس الأنفاس، إذ نرى في وسطها رجل الشرطة مغطى بالكامل باللهب الناتج من المولوتوف، وثلاثة من زملائه بجانبه مصابين أيضاً.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وقد استخدمت قيادة شرطة باريس الصورة للتنديد بالإصابات التي تعرض لها عناصرها خلال أعمال الشغب التي نتجت من مظاهرات يوم العمال، كما اختارتها صحيف نيويورك تايمز وفاينينشال تايمز و وول ستريت جورنال لتكون على صفحتها الأولى.
والواقع أن من يقف وراء الصورة هو زكريا عبد الكافي، المصور لدى الوكالة الفرنسية للأنباء، وكان مراسل للوكالة من حلب، مدينته التي اضطر إلى مغادرتها كما فعل مئات الآلاف من أهل حلب بعد استيلاء قوات النظام عليها بدعم جوي روسي وأرضي إيراني.
وقد عمل مراسلاً في حلب من 2013 حتى 2015.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ويقول زكريا: “من تجربتي في حلب، أعرف أين أقف لالتقاط اللحظة المناسبة. وما إن رأيت الصورة، عرفت أنها ستنتشر. لكنني كنت أشعر بالحزن أيضاً لأن نجاح هذه الصورة انعكاس للألم الذي عاناه ذلك الشرطي المحترق. لكنه عملي وأنا هنا لترسيخ هكذا لحظات”.
في شوارع حلب، كان زكريا يصور الثوار والناس، وكان يولي أهمية كبيرة للحياة اليومية، كيف كان الناس يتحايلون لتجنب رصاص القناصة، كيف وضعوا الحافلات سواتر.
وحدث في 15 أيلول 2015 أنه اقترب كثيراً من نقطة التحام بين الثوار وجنود النظام، فأصابت رصاصة عينه اليسرى.
فتم نقل زكريا إلى المشفى في تركيا حيث أجريت له عملية وبقي فيها شهرين قبل أن يتوجه إلى فرنسا حيث زرعت له عين اصطناعية.
ولا يزال المصور يعمل لصالح الوكالة الفرنسية، حيث يعيش في باريس بعد أن حصل على الإقامة النظامية بصفته لاجئاً سياسياً، ويقول إن العودة إلى سوريا، بطبيعة الحال، غير واردة في الوقت الحالي والنظام الحاكم قائم. (SABAH)
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});