أخبار الدنماركأربدك-Arbdkالسويد

الجيل الناشئ من اللاجئين يبني السويد كما فعل جيل المغتربين الأوائل

الجيل الناشئ من اللاجئين يبني السويد كما فعل جيل المغتربين الأوائل

” من خلال المثابرة والاطلاع الدائم إلى جانب التمسك بالحلم، استطعت أن أتخطى صعوبات وجودي في مجتمع جديد واستخدام لغة جديدة والتعامل مع عادات وتقاليد مغايرة”

” أطمح لنشر كتابي خلال عام 2021 وحالياً أعمل على كتابة الجزء الثاني منه”

“أنا لست حالة فريدة يوجد العديد من طلاب اللاجئين الناجحين الذين يملكون الطموح والحلم”

دخول كلية الطب في دولة مثل السويد، يعد حلما للعديد من الطلاب الذين ولدوا ونشأوا في السويد، ولكن مريم رمزي استطاعت تحقيق هذا الحلم مع أنها من أبناء اللاجئين الجدد، على الرغم من أن مريم لم تدرس في السويد منذ طفولتها، بل وصلت وهي بعمر 16 سنة، لتبدأ من جديد في مجتمع مغاير وبلغة غريبة عليها ولتضع أمامها تحديات عديدة.

عدم التخلي عن الحلم

تقول مريم لـ الكومبس، التمسك بالحلم كان ولا يزال مصدر قوتي عندما أشعر بالضعف، وتتابع موضحة: إيماني بنفسي إلى جانب تشجيع أهلي ووقوفهم معي، وإيمانهم بقدراتي كل ذلك ساعدني على تحقيق هدفي في دخول كلية الطب، لقد كان هذا الهدف نصب عيني دائما ولم أتخل عنه للحظة.

وعن الصعوبات التي واجهتها مريم في الفترة الأولى لوصولها إلى السويد وهي في عمر 16 سنة، تقول: بالطبع كان هناك صعوبات عديدة واجهتني مثل التأقلم مع جو البلد وفهم ثقافة وعادات وطرق تفكير المجتمع الجديد.

بالإضافة للاختلاف الكبير في طريقة الدراسة في السويد عن الطريقة التي درست بها في سوريا والعراق وربما في بقية البلدان العربية إجمالاً، لكن بالمثابرة والاطلاع الدائم إلى جانب التمسك بالحلم كما قلت، استطعت أن أتخطى هذه الصعوبات.

تفوق مبكر

ولدت مريم في العراق وعاشت أول 9 سنوات من عمرها، مع عائلتها العراقية في سوريا، قبل أن تعود العائلة إلى العراق، وبعد حوالي 7 سنوات هاجرت العائلة إلى السويد، أظهرت مريم التي أتمت الـ 16 سنة من عمرها في السويد، شغفاً بالمواد العلمية، وحصلت على منح للمتفوقين، خاصة أنها استطاعت تمثيل مدرستها في مدينة لينشوبينك بعدة نشاطات ومسابقات علمية، إلى جانب نشاطها بمجلس الطلبة.

بعد اتمامها للمرحلة الثانوية بتفوق، تم تكريمها بمكافأة مالية ومنحة لأنها حصلت على أعلى درجات في المدرسة، وبكافة الفروع.

تقول مريم بهذا الصدد: لا يمكنني أن أنسى دور أبي وأمي، لهما يعود الفضل في مدي بالقوة والتشجيع، أتذكر أيضا تحدي اللغة، التي كانت جديدة بالنسبة لي، وبها كنت يجب أن أقرأ وأدرس لكي انجح وأتفوق.

هنا شعرت أنني انتصرت على حاجز الخوف والتردد الذي كان داخلي ويحاول احباطي، شغف الوصول إلى هدفي ساعدني على المثابرة.

“أطمح بنشر كتابي وبدأت بكتابة الجزء الثاني منه”

إلى جانب دراستها حاليا في كلية الطب في جامعة لينشوبينغ، تعمل مريم في المحافظة كممثلة لصوت الشباب، ضمن حلقة للوصل بين الشباب والسياسيين والمسؤولين، كما أنها تمارس عدة نشاطات ثقافية ورياضية حيث تعتبر رياضة كرة القدم من هوياتها المفضلة، حتى أنها استطاعت أن تكون حكماً  بل ومدربة أيضاً وتم تعيينها مؤخرا كمطورة لنشاطات كرة القدم في اتحاد كرة القدم السويديÖFF.

ورغم صغر سنها نسبياً، إلا أنها قامت بكتابة كتاب عن كيفية تأثر الذاكرة على نمط الحياة.

تقول مريم: أطمح لنشر كتابي خلال عام 2021 وحالياً أعمل على كتابة الجزء الثاني منه. 

رسالة إلى اليمين المتطرف:

وعن حملات بعض السياسيين خاصة من اليمين المتطرف والتي يكررها الإعلام عادة، بأن معدلات درجات أبناء اللاجئين متدنية، لإظهار فشل أهاليهم في الاندماج بالمجتمع تقول مريم: أنا أقول لهؤلاء إن هنالك تلاميذ وطلاب قدموا إلى السويد يحملون معهم طموحا وأحلاما كبيرة هدفهم اثبات أنفسهم والمساهمة في بناء المجتمع والتفاعل معه، لكن للأسف لا يتم تسليط الضوء عليهم و انما يتم غالبا الكتابة عن الجوانب السلبية المرافقة مع زيادة عدد اللاجئين وصعوبات اندماجهم.

هناك العديد من قصص النجاح وسط أبناء المهاجرين يجب التركز عليها.

وتضيف أنا لست حالة فريدة وأريد أن أشجع التلاميذ والطلاب على المثابرة وتخطي الصعوبات وتحقيق أمنياتهم.

 

حاورتها: سارة سيفو

الكومبس السويدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى