بعد خروجها بأمرٍ ملكي.. هاجر الريسوني ورفعت الأمين يقيمان “أول زفاف حقوقي في التاريخ” بحضور مسؤولين كبار (فيديو)
الرباط (المغرب) – مدى بوست – فريق التحرير
جرى مساء يوم أمس السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حفل زفاف الصحفية المغربية “هـ.ـاجر الريسوني”، حيث تزوجت الناشط الحقوقي السوداني “رفعت الأمين” عقب خروجهما من السجـ.ـن.
واحتفلا بزواجهما بعد أن غادرا السجـ.ـن قبل عدة أسابيع، على خلفية صدور عفو ملكي، توقفت على إثره إجراءات محاكـ.ـمتها وسجـ.ـنهما.
حفل زفاف بحضور الأقارب والأصدقاء وشخصيات مغربية هامة
وأقيم حفل الزفاف بحضور عشرات من أقارب وأصدقاء كل من الصحفية المغربية وزوجها السوداني الذي يقيم في المملكة المغربية، حيث كان على رأس الحاضرين رئيس الحكومة المغربية السابق “عبد الإله بنكيران”.
كما ظهر في الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت بعد الحفل، كل من القيادي التاريخي في حزب الاستقلال “امحمد الخليفة”، و بعض الحقوقيين أمثال “فؤاد عبد المومني” و”المعطي منجب”، والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي “حسن أوريد”، ورجل الأعمال “كريم التازي”.
وقد تم حفل الزواج بعد أن استطاعت الصحفية المغربية وزوجها السوداني “رفعت الأمين”، من أن ينهيا المعاملات القانونية التي تخص زواج المغربين من أجانب، هذه المعاملات التي تحتاج عادةً إلى مدة زمنية أطول عند مقارنتها بإجراءات زواج المواطنيين المغربيين من بعضهم البعض.
تأخر الزواج بسبب التهـ.ـمة الموجهة لها
وتأخر الزوجان في عملية انهاء المعاملة القانونية التي تمنحهم الوثائق الرسمية، وتعطيهم الإذن القانوني للشروع بالزواج، على إثر تهـ.ـمة تم توجيهها لهما.
ووجهت التهـ.ـمة لهما بعد أن تم توقيفهما في شهر أغسطس/آب الفائت، وذلك في مدخل عيادة طبية خاصة بالأمـ.ـراض النسائية والجـ.ـراحة والتوليد.
حينها اعتبرت السلطات المغربية وأجهزة الأمن أن “هـ.ـاجر الريسوني”، قد خضعت لعملية إجهـ.ـاض غير مشروع.
أول زفاف حقوقي في التاريخ
وجرى حفل الزفاف بإقامة عدة استعراضات مزجت بين العادات المغربية التي تخص حفلات الزواج، وبين تلك التقاليد التي تنتمي إلى التراث السوداني عند إقامة الأعراس.
ولفت العروسان الأنظار بدخولهما إلى قاعة الاحتفال رافعين شارة النصر، ما جعل بعض الحاضرين يعلقون بالقول إنه أول “زفاف حقوقي في التاريخ”.
اقرأ أيضاً: سافرت إلى روسيا للزواج من “حسناء مسلمة”.. فحــدث معي ما لم أكن أتوقعه!
وقد وضع زفاف “الريسوني” من “الأمين” والذي أقيم الليلة الماضية، حداً لمعاناتهما التي بدأت يوم السبت 31 أغسطس/آب الفائت، حين أوقفت عناصر أمن بلباس مدني “هـ.ـاجر الريسوني” برفقة خطيبها، أثناء مغادرتهما بناية تضم عيادة طبية مخصصة لأمـ.ـراض النساء والتوليد.
كيف واجهت “هاجر الريسوني” الاتهـ.ـامات الموجهة لها
في ذلك الوقت، لم تستكين “هـ.ـاجر”، وقامت بمواجـ.ـهة الاتهـ.ـامات الصادرة عن النيابة العامة والتي قالت حينها إن الطبيب أجرى لها عملية إجهـ.ـاض.
وأكدت الصحفية المغربية أنها قامت بزيارة الطبيب بسبب معانـ.ـاتها من نزيـ.ـف حاد أصيــ.ـبت به في الليلة التي سبقت ذلك اليوم، ولم تنفع محاولات إيقافه وتناول بعض المسكـ.ـنات.
وذكرت “هـ.ـاجر” أن السلطات الأمنية قامت باقتـ.ـيادها إلى مستشفى أمـ.ـراض النساء والتوليد العمومي الأكبر في العاصمة الرباط، حيث أخضـ.ـعتها السلطات لفحص طبي تقول “هـ.ـاجر الريسوني” ودفاعها إنّه نفّذ بالإكـ.ـراه ومن دون موافقة مسبقة منها.
وقد خرجت نتيجة الفحص، التي كتبها الطبيب المناوب، لتثبت عدم وجود أي آثار للملاقط الطبية داخل رحم “هـ.ـاجر الريسوني”، وهي المعدات التي لا يمكن القيام بإجهـ.ـاض طبي من دون استعمالها.
توقيـ.ـفها كان لأسباب انتقـ.ـامية وأخرى تتعلق بعملها
يجمع الكثر من الحقوقيين داخل المملكة المغربية وخارجها، على أن سجـ.ـن الصحفية “هـ.ـاجر الريسوني” له علاقة وثيقة بعملها في مجال الإعلام.
كما قال بعض الناشطين أن توقيـ.ـفها يعود لصلة القرابة التي تربطها بكل من رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “أحمد الريسوني”، ورئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم”، سليمان الريسوني” المعروف بكتاباته النقـ.ـدية.
في حين رجحت العديد من الهيئات الحقوقية، أن يكون هذا التوقـ.ـيف مرتبط بمحـ.ـاكمة مؤسس الصحيفة التي تعمل بها “هـ.ـاجر الريسوني”، صحيفة “أخبار اليوم”، والذي أديـ.ـن استئنافياً برفع عقـ.ـوبته من 12 سنة إلى 15 سنة سجـ.ـناً.
وقت كانت التهـ.ـم الموجهة لمؤسس صحيفة “أخبار اليوم” هي قيامه باستـ.ـغلال صحافيات وموظفات لدى المؤسسة الإعلامية، لأغـ.ـراض جـ.ـنسية.
وقد أصدرت المحكمة الابتدائية لمدينة الرباط، يوم 30 سبتمبر/أيلول الفائت، حكـ.ـماً بالسجـ.ـن النافذ لمدة سنة كاملة بحق كل من الصحافية المغربية “هـ.ـاجر الريسوني”، وخطيبها “رفعت الأمين”.
كما صدرت عقـ.ـوبة بحق الطبيب الذي اتهـ.ـم أنه قام بإجراء عملية الإجهـــ.ـاض لـ “هـ.ـاجر الريسوني”، حيث سحبت منه شهادته، وتم منـ.ـعه من مزاولة المهنة.
وبعد أن أخذت القضـ.ـية أبعاداً دولية، وأصبحت حديث الصحفيين ووسائل الإعلام، وحازت على اهتمام الرأي العام والصحافة الدوليين، قان العاهل المغربي “الملك محمد السادس”، بإصدار عفو ملكي.
وكان ذلك في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، حيث تم العفو عن الصحفية “هاجر الريسوني”، وخطيبها وجميع المتهـ.ـمين في قضية الإجهـ.ـاض الســــ.ـري، وذلك بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة العدل المغربية، أعلنت عنه الوزارة فو صدور قرار العفو.