مصطلحات لم نعهد أن نسمعها سابقاً في حياتنا اليومية يتم ترديدها على لسان الخبراء هذه الأيام كأسماء لاستراتيجيات لمواجهة فيروس كورونا في بلاد مختلفة.
قبل أيام وفي مؤتمر صحفي عرض عالم الأوبئة من هيئة الصحة العامة السويدية أندرس تينجيل رسماً بيانياً على الصحفيين، شرح فيه مفهوم تسطيح المنحنى الذي تحاول السويد الوصول له بعدم السماح للفيروس بالتفشي بشكل كبير جداً بين الناس مرة واحدة، فما هو هذا المفهوم وما هي أدواته؟
تسطيح المنحنى: وهي السياسة التي تُحاول معظم الدول تطبيقها لمواجهة فيروس كورونا المستجد، خاصة بعد ما حدث في إيطاليا التي تضاعفت فيها الأعداد بصورة كبيرة وفي فترة وجيزة، مما أحدث ضغطًا هائلًا على نظام الرعاية الصحية، واضطر بعض المراكز الطبية والمستشفيات إلى استقبال الحالات الحرجة فقط.
وتقوم الاستراتيجية على إبطاء الانتشار، بمعنى توزيع الإصابات على مدة زمنية أطول، ولا تستهدف هذه السياسة تخفيض العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس، بقدر ما تحاول الموازنة بين مراحل تفشي الوباء وقدرات قطاع الرعاية الصحية.
ويتم ذلك من خلال تأجيل الوصول إلى نقطة الذروة بمنحنى انتشار الفيروس، لتوزيع المصابين بالفيروس على فترات زمنية أطول، بما يسمح للنظم الصحية باستيعاب الأزمة. ويوضح الشكل التالي شكل المنحنى المستهدف.
التباعد الاجتماعي: وهو المصطلح الذي تم تداوله كثيرًا خلال الأيام الماضية، وهو يعني منع التجمعات بكافة أشكالها، وتخفيف التواجد بأماكن العمل والأماكن العامة والمواصلات العامة، وإلغاء الفاعليات، وإيقاف المدارس والجامعات، ومنع المصافحة وكافة أشكال التواصل البدني، والمحافظة على مسافة تصل إلى متر أو متر ونصف بين كل شخص وآخر في حالات اللقاءات الضرورية.
وفي هذا الإطار، اتخذت بعض الدول إجراءات صارمة لتأكيد التزام أفراد المجتمع بالتباعد الاجتماعي، تصل إلى الغرامات والعقوبات في بعض الأحيان، لكن السويد لم تتخذ الكثير من الإجراءات لفرض التباعد الاجتماعي على الناس بعد.
الاحتماء بالمنزل أو العزل الطوعي: وهو ما يعني التزام الأفراد بالمكوث داخل منازلهم باعتبارها أكثر الأماكن الآمنة لحمايتهم من انتشار الفيروس، حتى في حالة إصابة أحد الأفراد بالفيروس، يجب تطبيق معايير العزل الذاتي طالما لم تظهر عليه أي مضاعفات خطيرة، وبالتالي يضمن احتواء التفشي وإبطاء الانتشار، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للحالات المستحقة، وإسعاف أكبر قدر من الحالات الخطيرة.
مناعة القطيع: شهدت الأيام الماضية حديثًا موسعًا حول نظرية جديدة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، تسمى بنظرية “مناعة القطيع”، أو “المناعة الجماعية”، وهي تعتمد على ترك الفيروس ينتقل بين السكان، إلى أن تكتسب أجسامهم مناعة ضده، على اعتبار أن أجساد البشر لديها القدرة على التصدي لأي فيروس جديد، ثم تقوم بحفظ طريقة المواجهة داخل الجسم، للتصدي للفيروس مستقبلًا.
ووفق تقديرات المستشار الصحي للحكومة البريطانية فإن تكوين تلك المناعة لدى البريطانيين سيتحقق عندما يصيب الفيروس نحو 60% من إجمالي السكان، بما يعني أن إجمالي المصابين سيبلغ عددهم 40.7 مليون مصاب.