شاهد : طفلة تخسر قضيتها ضد السوسيال السويدي … الطفلة تعيش بمركز HVB وتتعرض للعنف والتحرش
ناضلت الطفلة صوفي لأكثر من سنة في المحاكم لكي تتمكن من العودة إلى عائلتها التي تربّت فيها، إلا أنّ محكمة الاستئناف لم تقف بجانبها وحكمت عليها بالبقاء والعيش في مركز لرعاية الأطفال والشباب – HVB – وهي مراكز جماعية لرعاية المراهقين والأطفال إجبارياً.
وكانت محكمة الدرجة الأولى أعطت الطفلة حق الرجوع إلى عائلتها البديلة ووقفت إلى جانبها، إلا أنّ محكمة الاستئناف ساندت السوسيال وتبنّت موقفه ورفضت عودة الطفلة .
من هي صوفي ؟
صوفي طفلة ولدت من أبوين وتم سحبها من السوسيال بعد فترة من ولادتها بسبب البيئة الغير أمنة مع رفض اتصال الأبوين بطفلتهم !
وعاشت صوفي مع أب وأم لعائلة بديلة لا تعرفها ، وتربّت في بيت هذه العائلة حتى السنة الماضية 2020 عندما قرر السوسيال في بلدية Borlänge في مقاطعة Dalarna فض العقد مع تلك العائلة (لأسباب غير معلومة) وسحب الطفلة صوفي مرة أخرى من عائلتها البديلة إلى مركز للرعاية HVB
، حيث قرر السوسيال أنّ البيت والعائلة البديلة لم يعد مناسبًا للاعتناء بالفتاة صوفي بعد إبلاغ الشرطة عن رجل قريب من الأسرة البديلة كان يحضر لمنزلهم بشكل دائم ، وهذا الرجل مُتهم باعتدائه جنسيًا على إحدى الفتيات.
كما أصرت الخدمات الاجتماعية -السوسيال – على خوفها من حدوث أمر ما للفتاة المراهقة ، وقررت سحب صوفي إلى مركز للرعاية الإجبارية قسرًا ومنعتها من التواصل مع أسرتها البديلة ، على الرغم من أنّ صوفي لم تتعرض لأيّ تحرش في منزل عائلتها البديلة . وعلى الرغم من أنّ الشرطة قد أخلت سبيل الرجل وأسقطت التحقيق الأولي بحقه، كما مُنعت صوفي من استلام أيّ بريد من والديها (البدلاء) أو إخوانها أو أصدقاء الأسرة أو الاتصال بهم.
شاهد الفيديو
وتقدمت صوفي بشكوى إلى مفتشية الرعاية والصحة – Ivo– عن هذا التصرف والمعاملة السيئة التي تتعرض لها في مركز الرعاية، وقالت :- ” تعرضت للحرمان من عائلتي الأساسية البيولوجية ، ثم عشت مع عائلة بديلة وفرت لي حنان الأب والأم ..والآن يتم سحبي للمرة الثانية ووضعي بمركز رعاية إجبارية”
و انتقدت مفتشية Ivo كل من السوسيال ومركز الرعاية HVB في فصل الشتاء الماضي للتسبب في عزل الفتاة صوفي، ومنحت الطفلة صوفي الإمكانية في توكيل محامي ليرفع لها قضية من أجل رجوعها إلى بيتها.
ومنذ ذلك الوقت ناضلت صوفي لكي تعود إلى الأسرة البديلة التي نشأت في حضنها وتعدّها أسرتها الحقيقية، كما اعتُبرت صوفي من الأطفال الأوائل الذي يرفعون قضايا في السويد لكي يعودون إلى عائلاتهم الغير أساسية.
وحكمت المحكمة الابتدائية في شهر آيار/مايو من هذه السنة 2021 حكمًا يصب في مصلحة الطفلة صوفي، حيث قررت المحكمة رجوعها إلى بيت عائلتها البديلة، وأثناء المحاكمة التقت صوفي بوالديها البدلاء لأول مرة بعد سنة تقريبًا (شاهد الفيديو أعلاه).
وكان من المفترض أن تُعطى صوفي حق الانتقال إلى البيت إذا أصبح القرار نهائيًا، إلا أنّ سوسيال بلدية بورلنغه – Borlänge – استأنفت القرار وقالت في قرار الاستئناف أنّ المتطلبات الواجبة على العائلات البديلة أصبحت في الوقت الحالي متغيرة ومرتفعة جدًا ولا تستوفي عائلة صوفي شروط البيئة الأمنة للطفل .
في حين قالت صوفي: “شعوري الآن أنني معاقَبة على ذنب لم أقترفه، لقد رحلوني من بيتي من غير قيامي بأي خطأ.”
وظلت صوفي في مركز الرعاية HVB تنتظر قرار محكمة الاستئناف إلى حين صدوره.
وكان تبرير البلدية لترحيلها إلى مركز الرعاية HVB في بداية الأمر هو توفير سلامة صوفي وحمايتها، بينما قالت صوفي في تحقيقات الشرطة أنها واجهت الــ والاعتداء من مراهقي مركز الرعاية HVB، كم أنّ أحدهم تحرّش بها جنسيًا وقام بتهديدها وقالوا لها عليها التعود على هذا الأمر.
ولكن جاء قرار محكمة الاستئناف سلبي ، حيث ساندت اليوم الثلاثاء محكمة الاستئناف موقف السوسيال واعتبرت أنّ بيت العائلة البديلة “غير ملائم ولا يوفر متطلبات الطفلة من الرعاية لها.”
كما كتبت المحكمة: “عند تقدير كل الحالات مع الأخذ بالحسبان رغبة الفتاة وعلاقتها ببيت العائلة البديلة أيضًا، تعتبر محكمة الاستئناف أنّ بيت العائلة البديلة غير ملائم.”
وكتبت أيضًا: “لا يوجد في الوقت الحالي مكان يوفر متطلبات الطفلة صوفي سوى مركز الرعاية الإجبارية .”
وقال الطفلة صوفي بعد صدور القرار: “أرغب بالرجوع إلى البيت لقد فقدت عائلتي الأصلية والآن افقد عائلتي البديلة ، لن أيأس أبدًا ..أتمنى أني ولدت ببلد أخر غير السويد”