ذات مساء في يوليو/ تموز الماضي، قُتل شاب في حافلة في كيرونا. كان يبلغ رضا حسيني من العمر 20 عامًا فقط وكان في طريقه إلى المنزل من العمل عندما تعرض لهجوم وحشي.
كان صديقه يوسف حسني الذي يشاركه السكن بانتظاره على العشاء، لكن رضا لم يعد إلى المنزل قط.
يقول يوسف، “اتصلت به ولم يرد وتساءلت، لماذا لا يجيب؟ كان غريبًا أنه لم يرد على الهاتف.” ولم يمض أكثر من ساعة حتى اتصل أصدقاء يوسف ليخبروه أن شيئًا ما قد حدث في محطة حافلات ريمدهوسيت. ليس بعيدًا عن مكان عمل رضا.
خبر مقتل رضا
اتصل يوسف بصديق اقتاده إلى مكان الحادث. يروي يوسف مستذكرًا الأحداث، “رأيت الشرطة والدم في مكان الحادث، ثم ذهبت إلى مكان عمل رضا الذي كان قد استعار دراجتي، لكنها لم تكن موجودة.
ثم بدأت تراودني شكوك بأن رضا هو من قُتل لكنني لم أرغب في قبول ذلك. لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك به.”
وفي مركز الشرطة تأكدت مخاوف يوسف، إذ سأل بشكل مباشر إن كان رضا هو الذي قتل، فأجابوه بالإيجاب. يقول يوسف، “لم أكن أعرف ماذا أفعل، شعرت بالعجز والفراغ.”
قرار رفضه من الهجرة
كان رضا حسيني البالغ من العمر 20 عامًا، أفغانيًا جاء إلى السويد قبل خمس سنوات من إيران حيث كان يعيش. درس اللغة السويدية في كيرونا وعمل في مجال الرعاية الصحية وتدريب الملاكمة. وكان من المفترض أن يتزوج بعد أيام من مقتله.
يصف يوسف صديقه قائلًا، “كان رضا طموحًا وكان سيفعل الكثير من الأشياء لو لم يلق هذا المصير. في أوقات فراغنا كنا نطبخ ونمشي في أي وقت من اليوم.
كنا نقضي معظم وقتنا في الهواء الطلق بدلاً من أن نبقى في المنزل فقط. كنا نتسكع مع الأصدقاء ونشرب الشاي ونمزح معًا.”
وتلقى رضا مؤخرًا قرار طرد من دائرة الهجرة السويدية، وكان حزينًا لكنه لم يكن يظهر هذا، وكافح بشدة للعثور على وظيفة، وفقًا لما رواه يوسف.
الصراع مع الجناة
وبحسب شهود عيان، طارد المشتبه بهم رضا عندما هرب إلى الحافلة، وهناك تعرض للهجوم والطعن حتى الموت.
والآن، يحتجز أب وابناؤه المراهقون للاشتباه في ارتكابهم جريمة قتل. ووفقًا للمدعين والمحامين، فقد اعترفوا جميعًا أثناء الاستجواب بما حدث، لكنهم زعموا أنهم تصرفوا هكذا دفاعًا عن النفس.
إذ أكد المدعي العام ويوسف على أن هناك صراعًا بين رضا والمشتبه بهم. إذ قدم الطرفان بلاغًا ضد بعضهما من قبل، لكن الشرطة لم تأخذ الأمر على محمل الجد. ويؤكد يوسف على أنه لم يتوقع أن يصل الأمر إلى حد الطعن والقتل.
لقاء للمرة أخيرة
يحاول أصدقاء رضا الآن جمع الأموال لإرسال جثمانه إلى إيران. وبعد جريمة القتل، تسنى ليوسف وأصدقاء رضا الآخرين رؤية جثمانه للمرة الأخيرة.
يقول يوسف، “نعلم أنه أصيب بجروح بليغة لكن لم يُسمح لنا برؤية جسده كاملًا، فرأينا نصف وجهه فقط.” ويصف يوسف هذه اللحظات بالصعبة والثقيلة، وقال، “بكينا وصرخنا، ولم نستوعب أنه توفي.”
المصدر aftonbladet