الدنمارك بالعربي -أخبار السويد .. أصدرت المحكمة العليا حكمها بإطلاق سراح أب ستيني لسبعة أطفال، بعد أن حكمت عليه في فبراير/ شباط الماضي بالسجن ثمان سنوات بتهمة إساءة معاملة أسرته وتعذيبهم وضربهم وتعنيفهم.
وقد باشر المتهم منذ ذلك الحين بتعيين محام جديد سعى في إيجاد شهود جدد أدلوا بشهادات هزت مصداقية الأسرة أمام المحكمة. لتبت المحكمة في القضية لصالح الأب، بعد أن صنفتها في بداية الأمر باعتبارها “جريمة خطيرة جدًا”.
وأثارت هذه القضية اهتمام الكثيرين وتعاطفهم مع الأسرة، إذ وجهت التهم للأب بضرب زوجته وأطفاله وإساءة معاملتهم جسديًا ونفسيًا، لدرجة استخدام “سيخ كباب” لضربهم في إحدى المرات. وألقت الشرطة القبض على الرجل في سبتمبر/ أيلول الماضي، بينما نقلت الأسرة إلى سكن محمي في الوقت الذي كانت فيه تحقيقات الشرطة جارية.
وناقشت جلسات المحكمة التي عقدت في يناير/ كانون الثاني من هذا العام في محكمة مقاطعة هسلاهولم، المعاملة المزرية للأب مع عائلته ومنعهم من المشاركة في الحياة المجتمعية، وإجبار بناته على التستر والاحتشام ومنعهن من استخدام مستحضرات التجميل، فضلًا عن محاولاته لتزويجهن خارج السويد.
حكم بالسجن لثمان سنوات
وصدر حكم المحكمة في ذاك الوقت على الأب بالسجن لثماني سنوات بتهمة الاعتداء الجسيم على زوجته وأربعة من أطفاله. وتصل عقوبة هذا الجرم إلى ست سنوات كحد أقصى، لكن أضافت المحكمة عامين إضافيين لممارسة الجرم ضد خمسة أشخاص.
وحكمت المحكمة أيضًا بدفع الأب مبلغ 600 ألف كرونة سويدية تعويضات لعائلته.
“جريمة خطيرة جدًا”
ووصفت المحكمة هذا الجرم حينها بالجريمة الخطيرة جدًا، ما دفعها لإنزال العقوبة الأشد بمرتكبها. لكن الأب لم يستسلم واستأنف الحكم أمام المحكمة العليا، مستعينًا بالمحامية بيترا كوملين التي ساعدته في الحصول على براءته يوم الاثنين.
إذ أُطلق سراح الأب بعد جلسة الاستماع الرئيسية في المحكمة العليا في 4 مايو /أيار، بعد فترة اعتقال دامت لنحو ثمانية أشهر. وعبرت المحامية عن سعادتها وارتياحها بهذا القرار، مشيرة أيضًا إلى قلقها من ردود أفعال الصحافة التي قد لا توافق المحكمة في حكمها.
استدعاء أربعة شهود جدد
واستدعت المحامية شهودًا لم يسبق حضورهم إلى جلسات المحكمة السابقة، ليدلوا بشهادات وأقوال شككت بمصداقية العائلة.
إذ أدلى الشهود بأقوال تناقض ادعاءات العائلة بفرض قواعد صارمة تتعلق بالملابس والمستحضرات التجميلية، واستشهدوا بصور التقطت في منزل العائلة تظهر امتلاك الفتيات لملابس وأحذية حديثة. وأكد أحد الشهود على أن ابنة المتهم كانت تستخدم الماسكارا باستمرار، علاوة على خضوعها لعلاجات تجميلية مختلفة.
وأشارت المحكمة العليا بشكل مباشر إلى الشهود الجدد في حكم البراءة، إذ ورد فيه “استمعنا إلى أقوال تناقض بشكل صريح ما ادعته العائلة، ما أثار شكوكنا حول مدى مصداقيتها.”