كوكبة المحارب أو كما كانت تعرف قديماً “الجوزاء” أو كوكبة الجبار (باللاتينية: Orion) هي واحدة من كوكبات السماء الحديثة الثمانية والثمانين، وإحدى أشهر الكوكبات في الثقافات الإنسانية القديمة وأكثرها رواجاً بين هواة الفلك.
كوكبة المحارب: محارب يقف حاملاً سلاحه وعلى خصره حزام من ثلاثة نجوم
هذه الةكوكبة هي واحدة من أشهر الكوكبات السماوية، لوضوحها الكبير وشدَّة لمعان معظم نجومها.
إذ تصنف بالمرتبة 26 على الكوكبات الـ88 الحديثة من حيث الحجم، وتبلغ مساحتها 1.44% من حجم السماء كلها.
ويجعل ذلك تمييزها سهلاً حتى في حال وجود تلوث ضوئي عالٍ، كما أنَّ هيئتها -التي تخيَّلها الناس منذ القدم- واضحة كثيراً كمحارب يقف حاملاً سلاحه وعلى خصره حزام من ثلاثة نجوم.
وتشمل الكوكبة أيضاً عدداً من الأجرام الهامة والمعروفة، من أبرزها سديم الجبار -أحد أشهر سدم السماء- وسديم رأس الحصان وسديم اللهب.
بالإضافة إلى نجمي رجل الجبار (سادس ألمع نجوم السماء جميعاً) ومنكب الجوزاء (الثامن) -الذين يعتبران ألمع نجوم الكوكبة-، وسيف الجبار.
تعتبر كوكبة الجبار من كوكبات خط الاستواء، حيث أن جزءاً متساوياً تقريباً منها يقع على جانبي خط الاستواء، ومن ثم فيُمكن رؤية نصف منها من كلا القطبين الجنوبي والشمالي
أساطير كوكبة الجبار
الأسطورة الإغريقية
اشتقَّ اسم كوكبة الجبار اللاتيني “أورايون” من الميثولوجيا الإغريقية القديمة، التي تُصوِّر الجبار كصيَّادٍ بدائيّ عملاق.
تقول الأسطورة أن الجبار كان ابن بوسيدون إله البحر ويوريل ابنة مينوس ملك كريت.
وقد منح بوسيدون بحسب الأساطير الجبار القدرة للسير على الماء.
تُصوِّر الأوديسة الجبار كصياد عملاق يحمل في يده اليمنى هراوة هائلة وفي اليسرى سيفاً برونزياً.
تربط الأساطير الإغريقية القديمة الجبار بالثريا (الشقيقات السبع)، فبحسب الأسطورة أصبح الجبار يلاحق شقيقات الثريا ووالدتهن دائماً عبر السماء، ويأتي هذا التخيل من حقيقة أن كوكبة الجبار تشرق وتغرب بعد الثريا، فيبدو وكأنها في مطاردة دائمةٍ مع عنقود الثريا بالسماء.
ومن باب الرحمة بشقيقات الثريا قام الإله زيوس بعد رجاءٍ من أرتميس بتحويلهنَّ إلى سرب من الحمام، حيث تمكنوا من الهروب من الجبار والطيران إلى السماء، وبعد هذه الحادثة غضبت أرتميس لأنها كانت صديقة للثريا، فقامت بقتل الجبار (مع أن هناك عدة روايات لطريقة موته).
وبعد قتله وضعته في السماء بجانب الثريا، حيث ما زال يلاحق الشقيقات السبع المُلاحقة الأبدية.
الجبار عند العرب
بينما عرف قدماء العرب كوكبة الجبار باسم كوكبة الجوزاء، وقد ذكر الراجز أنَّها كانت تسمى بين العامة الميزان.
نسج القدماء الكثير من الأساطير المختلفة حول كوكبة الجبار.
فتخيَّلوها على هيئة إنسان واقف يحمل في إحدى يديه ترساً وبالأخرى هراوة يقاتل بها الثور المتمثّل بكوكبة الثور، ووراءه كلباه: الكلب الأصغر والكلب الأكبر.
كما أن هناك أساطيراً عدَّة تصف حادثة مقتله وعلاقتها بكوكبة العقرب.
وقد رسم القدماء بالنُّجوم الكثير من التفاصيل للكوكبة، فجعلوا النجوم الثلاثة الأفقية في وسطها حزاماً، والثلاثة العامودية تحتها سيفاً، وأما قوس النجوم على يمين الكوكبة فهو القوس أو الترس الذي يحمله المحارب.
الأسطورة الفرعونية
كان يعرف الجبار في مصر القديمة باسم “ساهو” أو “ساه”.
كان يُمثِّل الجبار في الأساطير والميثولوجيا المصرية القديمة صورة إله الموت والحياة الثانية أوزيريس، الذي كان يظهر دائماً في رسومات قدماء المصريّين كرجلٍ يحمل على رأسه تاج مصر الأبيض.
ويقع هذا التاج بحسب الميثولوجيا فوق ذراع الجبار اليسرى مباشرةً حيث يمثّل كوكبة الثور.
وتبدو ذراعا الجبار مرفوعتين كأنه يضع التاج فوق رأسه.
وقد تخيَّل المصريون القدماء كوكبة الأرنب على أنها عرشٌ كبيرٌ يجلس عليه ؛ وكان اسمها “كرسي الجبار”.
حزام الجبار
كان العرب القدماء يسمّون النجوم الثلاثة التي توجد على خط واحد في منتصف كوكبة الجبار بـ”حزام الجبار”.
يتألف حزام الجبار من ثلاثة نجوم لامعة هي: النطاق والنظام والمنطقة.
وبالرغم من أن هذه النجوم تبدو بجانب بعضها ظاهرياً، إلى أنها متباعدة جداً في الحقيقة.
فيبلغ بعد كلٍّ من هذه النجوم عن الأرض بوحدة السنة الضوئية:
800 (النطاق) و1300 (النظام) و900 (المنطقة)، أي أن أبعد نجمين في الحزام عن بعضهما ظاهرياً هما في الحقيقة الأقرب.
لكن المُحتمل أن النجوم الثلاثة قد وُلدت في نفس الوقت تقريباً (بالمقاييس الكونيّة)، قبل حوالي عشرة ملايين سنة.
يعتقد الفلكيين أن أهرامات الجيزة تمثّل نجوم حزام الجبار،
حيث أن أماكنها بالنسبة لبعضها وبالنسبة لكوكبة الأسد تشبه كثيراً أماكن الأهرامات وأبو الهول (الذي يمثل كوكبة الأسد) بالنسبة لبعضها البعض.
النظام هو أكبر نجوم حزام الجبار كتلة وأشدها ضياءً،
فبالرغم من أن بعده عن النظام الشمسي يفوق بعد النطاق بنحو 500 سنة ضوئية وبعد المنطقة بـ400، إلا أنه أسطع من الاثنين.
تعرف على يوم الصلاة العظيمة في الدنمارك وكيف يتم الاحتفال به
تابعوا أخبار الدنمارك والعالم على جوجل نيوز أضغط هنا