أوضح تقرير مؤشر السعادة العالمي 2021 الذي أصدرته شبكة “حلول التنمية
المستدامة” Sustainable Development Solutions Network، وهي
إحدى المبادرات العالمية لمنظمة الأمم المتحدة، أن فنلندا تتربع على
عرش السعادة لهذا العام، بينما جاءت البحرين في المرتبة 22 عالميًا، والأولى
عربيًا.
يعتمد تقرير السعادة، الذي نشره مؤخرًا موقع Travel+Leisure، على مجموعة
متنوعة من البيانات، وأبرزها على الاطلاق استطلاع Gallup World Poll، لتحديد
ترتيب كل دول العالم حسب ما يتوافر لديها من عوامل السعادة، وهو ما أطلق
عليه التقرير “متوسط تقييمات الحياة الوطنية”.
واستند التقرير بشكل أساسي إلى مستويات الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط
العمر المتوقع، والكرم، والدعم الاجتماعي، ومستوى الرفاهية والحرية والفساد منذ
إطلاقه في عام 2012.
جدير بالذكر أن آلية عمل فريق التقييم اختلفت هذا العام. فبالإضافة إلى البيانات
المعتادة، استعرضوا آثار جائحة كورونا على جودة حياة الناس في كافة المناحي،
بما في ذلك الصحة العقلية والتفاعل الاجتماعي والأمن الوظيفي وإجراءات
الحكومة وقت الوباء.
وركزت النتائج على البلدان التي توفر لسكانها حياة سعيدة وعالية الجودة، ولكن
مع قدر من الرفاهية طوال هذه الفترة المضطربة. وجاء ترتيب هذه الدول كالتالي:
فنلندا
قد يكون الشتاء باردًا ومظلمًا في فنلندا، ولكن يبدو أن نمط الحياة هذا يناسب
المواطنين الذين ساعدوا في وضع دولتهم على رأس قائمة تقرير السعادة
العالمي للعام الثالث على التوالي وبتقدير7.889 بعد أن كانت الخامسة عام
2017. مما جعل فنلندا مثالًا يحتذى فيما يتعلق بالدعم الاجتماعي، ومتوسط عمر
الفرد المتوقع، والحريات ومحاربة الفساد.
استطاعت فنلندا أن توفر لسكانها وزوارها المياه الصالحة للشرب، والاستمتاع
بالمتنزهات العامة ومنتجعات التزلج، والرحلات البرية في إقليم الابلاند Iconic
Lapland Region، موطن الشعب السامي، حيث يوجد حيوان الرنة والاستمتاع
بمشاهدة الأضواء الليلة الطبيعية أو ما يُعرف بـ The Northern Lights.
أيسلندا
يرجع السبب في كون هذه الجزيرة الاسكندنافية أشهر الوجهات السياحية في
السنوات الأخيرة إلى مناظرها الطبيعية الخلابة والمليئة بينابيع المياة الساخنة
والبراكين النشطة والشلالات الساحلية الرائعة.
وبالإضافة لكونها المحببة للسياح، فإن سكانها يتمتعون بالرفاهية على مدار العام،
ما جعلهم يصعدون إلى المركز الثاني في “تقرير السعادة 2021” بعدما شغلوا
المرتبة الرابعة عام 2020.
الدنمارك
تقع مملكة الدنمارك وعاصمتها كوبنهاغن أقصى جنوب بعض الدول الاسكندنافية
وهي النرويج والسويد، وأوروبا القارية. وهي دولة غنية بالمياه وبها العديد من
الجزر كما تشتهر بميناء نيهافن.
تراجعت الدنمارك من المركز الثاني عام 2020 إلى الثالث هذا العام، لكنها لا تزال
ضمن أكثر خمس دول إسعادا في العالم لسنوات عديدة متتالية.
سويسرا
تفصل جمهورية سويسرا بين الشمال الأوروبي والدول الاسكندنافية، وهي دولة
صغيرة محصورة بين فرنسا وألمانيا والنمسا وإيطاليا. وتتمتع بموقع رائع، وسط
أجمل جبال العالم، حيث تنتشر قرى جبال الألب الجذابة والبحيرات الجميلة
ومنتجعات التزلج ومسارات المشي الطويلة. إلى جانب الشهرة العالمية في صناعة
الساعات والشوكولاتة. وتفتخر الدولة إلى جانب ذلك بإجمالي ناتج محلي مرتفع
ثابت، مما يوفر لسكانها الأمن المادي.
هولندا
تقع هذه الدولة على طول الساحل الشمالي الغربي لقارة أوروبا. وتشتهر
العاصمة أمستردام، وهي المفضلة لدى السياح، بالمجاري المائية والشوارع
المصممة لقيادة الدراجات والمتاحف وبالمنزل الذي اختبأت فيه آن فرانك، الكاتبة
والمناضلة ألمانية الأصل، خلال الحرب العالمية الثانية.
وبالإضافة إلى جذب عدد هائل من الزوار عامًا بعد عام، تستوعب هولندا سكانها
وتوفر لهم أسباب السعادة، مما يجعلها في المركز الخامس في “تقرير السعادة
2021.”
السويد
تنضم السويد إلى باقي الدول الاسكندنافية التي تحتل مرتبة عالية في جلب
السعادة، وهي مليئة بالجزر الساحلية والجبال الجليدية والغابات الشاسعة
والبحيرات.
وبرغم أن سكانها يتركزون في العاصمة ستوكهولم والمدن الرئيسية مثل غوتنبرج
ومالمو، فإن السويد تتيح لمواطنيها إمكانية الوصول إلى الأماكن ذات الطبيعة
الخلابة ووتقدم لهم الدعم الاجتماعي القوي، كما أن متوسط العمر بها مرتفع
علاوة على تشجيع الحريات وغيرها من المزايا.
ألمانيا
قفزت ألمانيا من المركز ال17 عام 2020 إلى المركز السابع هذا العام. تشارك
هذه الدولة الأوروبية الكبيرة نسبيًا حدودها مع كلا من الدنمارك وسويسرا وهولندا
وهي دول ذات ترتيب في تقرير السعادة.
فبالإضافة إلى توفير حياة سعيدة لشعبها، تشتهر ألمانيا بالعديد من الأشياء؛ أبرزها
ما تقدمه العاصمة برلين من صنوف الفنون والفعاليات الليلية ومهرجان أكتوبر
السنوي في ميونيخ.
النرويج
لم تكن النرويج لتخرج من هذا التصنيف الذي تهيمن عليه الدول الاسكندنافية،
فاحتلت المركز الثامن هذا العام، لتنخفض قليلا عن المركز الخامس في عام 2020
والمركز الثالث في عام 2019، لكنه على أي حال يؤكد الآداء العام الممتاز للبلاد.
وتُعرف هذه الدولة الساحلية التي تحدها السويد، بأرض الفايكنج (Land of the
Vikings)، وتتميز بمناظرها الطبيعية التي تشمل المضايق والجبال والأنهار
الجليدية العملاقة.
نيوزيلاندا
احتلت نيوزيلندا المركز التاسع وهو أمر مثير للإعجاب، نظرا لأنها الدولة الوحيدة
غير الأوروبية التي دخلت قائمة أفضل عشر دول لعام 2021. تتكون هذه الدولة
الواقعة في منطقة أوقيانوسيا (قبالة سواحل أستراليا) من منطقتين رئيسيتين:
الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية، وأكثر من 700 جزيرة أصغر.
وبرغم تراجعها عن المركز الثامن، إلا أنها تظل منافسًا قويًا في جلب السعادة عامًا
بعد عام، وذلك بفضل نظام الدعم الاجتماعي القوي ومحاربة الفساد وغيرها من
العوامل.
النمسا
تأتي النمسا في المركز العاشر هذا العام، وهي دولة أوروبية غير ساحلية معروفة
بجبالها الجميلة، وساحات التزلج الواسعة، والمناظر الطبيعية الجميلة والرياضات
المختلفة. علاوة على العاصمة فيينا مدينة الفن والموسيقى.
وتستمر النمسا في أفضل المراكز عندما يتعلق الأمر بعوامل السعادة، إذ تتسم
بالكرم وحسن الضيافة، وبنصيب وافر للفرد من إجمالي الناتج المحلي وبمتوسط
العمر المتوقع.
ويفيد تقرير world population review، الذي يضم أكثر من 146 دولة،
بتقدم الولايات المتحدة من المركز الثامن عشر إلى المركز الرابع عشر وتراجعت
المملكة المتحدة من المركز الثالث عشر إلى المركز الثامن عشر.
فيما احتلت أستراليا المركز الثاني عشر. وجاءت البحرين كأسعد دولة عربية، يليها
الإمارات العربية المتحدة ثم المملكة العربية السعودية.
وكانت أفغانستان هي الدولة الأقل سعادة في العالم لعام 2021، حيث يمكن أن
يُعزى تصنيفها في المرتبة 149 عند 2.523 جزئيًا إلى انخفاض معدل العمر
المتوقع وانخفاض معدلات الناتج المحلي الإجمالي للفرد.
تجدر الإشارة إلى أن التقرير صدر قبل سيطرة طالبان الأخيرة على أفغانستان، مما
سيؤثر بلا شك على النتائج المستقبلية بطريقة أو بأخرى.
ويحتل المركز الخامس كأكثر الدول تعاسة، زيمبابوي (3.145) ورواندا (3.415)
وبوتسوانا (3.467) وليسوتو (3.512).