سكة الحديد الملقبة بـ”القطار اللعبة” (The Toy Train)، هي من مخلفات
الإمبراطورية البريطانية التي تعتبر إحدى أعظم تجارب السكك الحديدية في العالم.
فهي تعلو قرابة 2134 مترًا على طريق متعرج يبلغ طوله 89 كيلومترًا بين نيو
غالبايجوري ومحطة تل دارجيلنغ.
وبُني خط السكة الحديد بين عامي 1879-1881 لتوفير إمكانية الوصول إلى
المناطق الجبلية الأكثر برودة في دارجيلنغ شمال شرق الهند، ما سمح للمستعمرين
البريطانيين الهروب من حرارة كولكاتا الخانقة.
وأدرجت سكة الحديد ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1998.
سكة حديد أوسلو بيرغن، النرويج
Credit: MariusLtu/iStockphoto/Getty Images
ويحتار المسافرون إلى الدول الاسكندنافية ماذا يختارون حين يتعلق الأمر برحلات
السكك الحديدية ذات المناظر الخلابة، لكن يمكن القول إن الرحلة التي يبلغ طولها
496 كيلومترًا وتربط بين أكبر مدينتين في النرويج، هي الأعظم على الإطلاق.
وانتهى العمل بخط برغن لسكة الحديد الذي يربط بين أوسلو وبيرغن على الساحل
الغربي للبلاد، عام 1909، ويعبر أكبر هضبة جبلية مرتفعة في أوروبا، هاردانغرفيدا.
بيرنينا إكسبريس، سويسرا
Credit: Simone Polattini/Adobe Stock
مع عدد لا يحصى من السكك الحديدية الجبلية، والتلفريك، والقطار الجبلي المائل، وحافلات البريد وبواخر البحيرة، تُعتبر سويسرا بمثابة ديزني لاند لعشاق النقل. ومع توافر العديد من الرحلات المذهلة تصعب مهمة الاختيار بينها. ورغم ذلك، يحتل قطار “Bernina Express” المذهل مكانة متقدمة ضمن قائمة أماكن الجذب السياحي في سويسرا.
ويُعتبر ممر بيرنينا أعلى معبر للسكك الحديدية في جبال الألب، بعد المسار التجاري القديم. ويربط هذا الجسر بين شمال وجنوب أوروبا، والثقافات المختلفة، والتقاليد اللغوية، والانتقال من الجبال العالية، والأنهار الجليدية في كانتون غراوبوندن السويسري إلى أشجار النخيل وكروم العنب في وادي فالتيلينا بإيطاليا.
خط القطار الكندي، كندا
Credit: Via Rail
ولعبت السكك الحديدية دورًا أساسيًا في نشأة بعض أكبر دول العالم، وفتحت المجال لزيارة مساحات شاسعة من الأراضي التي كان يتعذر الوصول إليها سابقًا، وربطت الأراضي الزراعية والغابات بالمدن الساحلية والموانئ.
وتُعد كندا واحدة من أبرز الأمثلة على تطور السكك الحديدية، وآخر قطار عابر للقارات يحتفي بالمناظر الطبيعية الخلابة في البلاد.
وخلال أربعة أيام، يجتاز مسافة 4463 كيلومترًا، ويربط هذا القطار الذي تديره شركة “فيا” للسكك الحديدية بين تورونتو وفانكوفر، عابرًا الغابات، والبحيرات، والمروج اللامتناهية. لكن إذا كنت متجهًا غربًا، فسيوفر القطار المشاهد الأجمل حتى نهاية الرحلة حيث يتسلق صعودًا فوق جبال روكي للوصول إلى محطته الأخيرة على ساحل المحيط الهادئ.
القطار الأصفر الصغير، فرنسا
Credit: Matteo Scarano/Adobe Stock
وفي أعالي جبال البيرينيه، حيث الحدود الفرنسية مع منطقة كاتالونيا الإسبانية ضبابية، ترتفع سكة حديدية مذهلة تعبر فوق الوديان الضيقة وتلك العميقة وصولًا إلى الإقليم الفرنسي الوحيد في شبه الجزيرة الإيبيرية.
ورسميًا تُدعى سكة حديد سيرداني تيمنًا بالمنطقة التي تعمل فيها، لكن اسمها الأكثر شيوعًا هو “القطار الأصفر الصغير” أو حتى “قطار أنفاق جبال البيرينيه”، إشارة إلى بداياتها حيث كانت سباقة في مطلع القرن العشرين كقطار عامل على الطاقة الكهربائية.
والجزء الأكثر إثارة من الطريق البالغ طوله 63 كيلومترًا هو المرور قرب مدينة فيلفرانش-دو- كونفلان المحصنة الرائعة، والمدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، وصولًا إلى مدينة أوديلو فون رومو.
وبُنيت بين عامي 1903 و1909، وكانت بمثابة إنجاز مذهل للهندسة المدنية، وأبرزها جسر “Pont Gisclard” المعلق للسكك الحديدية في فرنسا.
ولا تُعد نيوزيلندا أرضًا مثالية للقطارات، لكنها بالتأكيد بمثابة موطن إحدى أروع رحلات السكك الحديدية في العالم.
ويربط “TranzAlpine” بين مدينة كرايستشيرش العالمية وغرايموث في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا، وتستغرق الرحلة أربع ساعات ونصف الساعة، وتغطي 224 كيلومترًا فقط.
أما المناظر الطبيعية المتنوعة فلا تبخل على الراكب بجمال سهول كانتربري، والجبال المغطاة بالثلوج في جبال الألب الجنوبية، والبحيرات، والجداول، والغابات على ساحل الجزيرة الغربي.