مدينة الحدائق الدائرية في الدنمارك
كثيراً ما قرأنا بالروايات العالمية وسمعنا من أجدادنا عن قرى خضراء بعيدة بهواء نقي وماءٍ عذبة وناس متسامحة.
ولطالما تخيلنا أننا إن أردنا أن نعيش بإحدى تلك القرى ولم يحدث هذا إذا لم نتقاعد ولكن مقالة اليوم
سنتعرف من خلالها على مدينة لا تبعد عن أكثر عواصم أوروبا اكتظاظاً وكثافة سكانية ولكنها تتمتع بسلام القرى
إنها مدينة الحدائق الدائرية في الدنمارك
ما هي “مدينة الحدائق الدّائريّة”؟
تقعُ مدينة الحدائق الدّائريّة بالقُرب من العاصمة الدّنماركيّة، كوبنهاغن، وقد تم بناؤها وفقًا لتصميم مُهندسٍ يُدعى “إريك مايغيند”.
تحتوي هذه المدينة على مجموعة كبيرة من المنازل التي تقعُ داخل شبكة من المساحات الخَضراء، وتتميّزُ بتصميمها الذي يتّخذُ شكلَ دوائر مُتكرّرة ودقيقة التّفاصيل.
تستند الحدائق الدّائريّة إلى مُبادرة تخطيط مدنيّ مُبتكرة وصديقة للبيئة، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1964.
مدينة الحدائق الدائرية في الدنمارك لهدفٍ اجتماعيٍّ هامّ!
لم يختَر المُهندس “مايغيند” تصميم الحدائق على شكل دوائر عشوائيًا أو بالصّدفة
بل كان يرسُم هدفًا مُسبقًا يخدُم من خلالِه المُجتمع الدّنماركيّ.
يُحاكي تصميم الدّوائر الفريد طباع الشّعب الدّنماركيّ الذي يعرف – بشكل عام – بالخَجَل والتّحفّظ نظرًا لنمط حياتِه المُزدحم.
يؤمن “مايغيند” أنّ تصميم الدّوائر هذا سيُساعد السكان على زيادة التّفاعل الاجتماعيّ بين الأشخاص الّذين يستأجرون أجزاءً من الحدائق.
إذْ رغم أنّ المنازل الموجودة مفصولة عن بعضها ومُحاطة بمساحات خضراء.
إلّا أنّ الشّكل الدّائري يضمنُ التقارب الوثيق والتّفاعل الدّافئ بين السُكّان.
كذلك يحفّز هذا التّصميم حسّ الانتماء إلى الأرض ويقوّي الحياة الأُسريّة ويردع الكَسَل.
شراءُ المنازل: ممنوع!
للأسَف، لا تسمح القوانين بشراء منازل في مدينة الحدائق إلّا للأشخاص الّذين يملكون مسكنًا رئيسًا على بُعد 20 كيلومتر منها.
ولكن لا تقلقلوا، بإمكانكُم استئجار إحدى الحدائق بكُلفة 130 يورو تقريبًا في الشّهر.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ قوانين المدينة تمنع استئجار الممتلكات فيها لأكثر من ستّة أشهر.
ولعلّ ذلك بغرضِ المحافظة على هدفها الأساس: إفساح المجال لأكبر عدد من النّاس ليسترخوا ويتقاربوا اجتماعيًّا.
المصدر:اضغط هنا