سنتعرف في السطور التالية على ألوان وملابس الجنازات في الثقافات المختلفة ،
كما نستعرض الحدث التاريخي وراء اعتماد الثقافات أسلوبًا واحدًا دون غيره .
ارتداء اللون الأسود كرمز للحداد
ارتبط ارتداء الملابس السوداء بفترات الحداد على مدار قرون في العديد من دول
العالم ، وقد شمل في الماضي جميع الفساتين والبدل وحتى الإكسسوارت مثل
عصابة المعصم والقبعات والحجاب وغيرها ، وقد نعت الملكة فيكتوريا فقدان
الأمير إدوارد بارتداء الملابس السوداء لمدة 40 عاما ، وهذا ما جعل الملابس
السوداء هي الملابس الرئيسية للجنازة .
واعتادت النساء أثناء الحداد ارتداء الملابس المصنوعة من الكريب الأسود ، وكثيرًا ما
تستمر فترة الحداد مع ارتداء ملابس متشددة لمدة سنة أو سنتين على الأقل ،
فكان على النساء أن يضعن جانبًا كل ملابسهن العادية ولا يرتدين شيئًا سوى الأسود
؛ بخامات مناسبة وإكسسوارات معينة في المراحل الأولى من الحداد ، وعادة ما
يحزن الرجال لمدة 3 إلى 6 أشهر ويرتدون أيضا الملابس الداكنة .
وانقسمت فترة الحداد إلى مرحلتين: الأولى والنهائية ، ويستطيع المعزين التخلي عن بعض القواعد في المرحلة النهائية ، حيث يمكنهم ارتداء ملابس بدرجات ألوان مقبولة كالرمادي أو الأبيض ، ويعد من المناسب حاليًا ارتداء إما الملابس السوداء أو أي ملابس داكنة ، ومنذ الثمانينيات أصبح من الشائع أن يرتدي الناس اللون الأسود في يوم الجنازة فقط وليس لفترة طويلة .
ارتداء اللون الأبيض كزي للجنازات
ينتشر في العديد من الثقافات الشرقية ، بما في ذلك الهندوسية والبوذية ارتداء ملابس باللون الأبيض كرمز للنقاء ، ففي الهند ؛ اعتادت الأرامل الهندوسيات العيش البسيط متمثلاً في ارتداء اللون الأبيض ، كما يرتدي الرجال أيضًا اللون الأبيض أثناء الجنازة ولكن ليس لفترة زمنية طويلة ، وغالبًا ما توفر خدمة الجنازات حاليًا أشخاصًا يرتدون ملابس بيضاء ، ويستمر ذلك أثناء تأديتهم الخدمة فقط .
وكان الحداد الأبيض شائعًا في الغرب أثناء القرن السادس عشر ، حيث كان هذا التقليد مخصصًا للملكات الحاكمة في فرنسا ، ولذا اختارت ماري ، ملكة اسكتلندا ، اللون الأبيض كرمز الحزن لفقد أفراد العائلة المقربين ، كما ظهر موكب يرتدي ملابس بيضاء بالكامل في جنازة الملك ليو الخامس – ملك أرمينيا – في عام 1393 في باريس ، وارتدت أرملة الملك بودوين الأول ، الملكة فابيولا الأبيض في جنازته عام 1993 .
ارتداء الأرجواني أو الأصفر أو الرمادي في الحداد
يمثل اللون الأرجواني في تايلاند لون الحداد وغالبًا ما يرتديه الأفراد العاملين بخدمة الجنازة ، ويمزج الكاثوليك البرازيليون اللون الأرجواني مع الأسود المعتاد في الجنازات ، بينما استخدم المصريون عادة الذهب أو اللون الأصفر لمن وافتهم المنية ، ولم يكن هذا مجرد إشادة بإله الشمس رع ، بل أيضا لأن الذهب غير قابل للتلف و يرمز إلى الآخرة ، أما اللون الرمادي فهو لون الحداد في بابوا غينيا الجديدة ، فغالبًا ما ترتدي النساء اللواتي يحزنن على فقدان أزواجهن اللون الرمادي ، وهو لون الطين .