الدنمارك تكافح لإيواء آلاف المشردين بتبني التجربة الفنلندية
الدنمارك تكافح لإيواء آلاف المشردين بتبني التجربة الفنلندية
السلطات الدنماركية تحاول مساعدة المشردين :
تُحاول السلطات الدنماركية، قبيل دخول البلاد في موسم الشتاء البارد، التغلّب على معضلة المشردين،
الذين يتزايدون بشكل كبير وفق الأرقام التقديرية الرسمية في كوبنهاغن، التي تشير إلى حوالي 6300
مشرد.
وقد أخذ موضوع التشرد حيّزا كبيرا من النقاشات خلال السنوات الأخيرة مع نوم آلاف الأشخاص بلا
مأوى في العراء، ومكابدتهم ظروفا نفسية واجتماعية صعبة.
وتحاول حكومة يسار الوسط في كوبنهاغن تجربة الاستراتيجية الفنلندية، التي انتهجت منذ 2008 لإيواء
المشردين الذين يبيتون في العراء وفي طقس تنخفض درجات حرارته إلى حد التجمد. فهلسنكي، التي كان
فيها نحو 20 ألف شخص بلا مأوى قبل 30 سنة، استطاعت منذ 2008 خفض الرقم إلى نحو 4300،
بانتهاج سياسة “الإسكان أولا”، وذلك بإيلاء أهمية قصوى لإيجاد مساكن للمشردين على مدى سنوات،
حيث تأمل الحكومة الفنلندية بأنه خلال السنوات الست القادمة ستكون قادرة على القضاء على التشرد
طويل الأمد.
خطة عمل الحكومة الدنماركية :
الحكومة الدنماركية التي عملت خلال السنوات الماضية للتخفيف من الظاهرة، وجدت نفسها أمام زيادة
في أعداد المشردين، إذا يقدر الرقم حاليا بنحو 6300 شخص، بعدما وضعت خطة عمل تقضي بأن يكون
الرقم في 2020 لا يتجاوز 4 آلاف في حده الأقصى.
وبتبنيها استراتيجية فنلندا “الإسكان أولا”، ترغب كوبنهاغن في إطلاق مشروع يستهدف سرعة الوصول
لهؤلاء الأشخاص لتقديم دعم نفسي واجتماعي لهم، لحل المشكلات الفردية وإيوائهم بأسرع وقت ممكن.
وتذكر حكومة الحزب الاجتماعي الديمقراطي في كوبنهاغن، برئاسة ميتا فريدركسن، أن الحكومة ستقوم
ببناء مساكن جديدة ورخيصة وتقديم دعم مؤقت لتخفيض إيجار المساكن لهذه الفئة، بحيث لا يتجاوز
شهريا 3500 كرونه (نحو 450 يورو)، عوض تقديم الدعم للنزل التي يتوجه إليها المشردون في بعض
أيام الشتاء الباردة لقضاء بضعة ليال فيها.
وذهبت وزيرة الشؤون الاجتماعية الدنماركية أتسريد كراو، اليوم الثلاثاء، لاستعراض خطة عمل
وزارتها بالتعويل على تبني التجربة الفنلندية “حيث يجب أن ينخفض العدد بشكل كبير، وخلال وقت ليس
بطويل نكون قد ألغينا تماما ظاهرة التشرد طويل الأمد”، ومع ذلك لم تقدم الوزيرة رقما دقيقا لهذه الفئة
ولا لعدد المستهدفين في الخطة الحالية ورقم التخفيض الذي تطمح إليه.
الأشخاص المصنفون “بلا مأوى” عبّر المتحدث باسمهم فيب كلروب عن تأييد مجتمعه للخطة التي
اعتبرها “ستحدث فرقا، إذ كان من المفترض ومنذ سنوات أن يُساعَد المشردون من خلال برنامج (إسكان
أولا)، والذي لم يستهدف سوى 8 في المائة منا، والآن يبدو أنه تتم معالجة العوائق، وهذه هي المرة
الأولى التي يعلن فيها عن تخصيص موارد لتقديم الدعم الاجتماعي لمن تضرروا لسنوات طويلة وتنقلوا
بين الشوارع والنزل”.
الجمعيات الانسانية في الدنمارك:
ورحبت جمعيات إنسانية مختلفة في الدنمارك بتركيز الحكومة الآن على هذه الفئة المصنفة بالأكثر ضعفا
في مجتمع البلاد، مرحبة بتبني مشروع “الإسكان أولا” بشكل كامل بعدما لاقى نجاحا في هلسنكي.
ويأمل هؤلاء بأن يستمر المشروع لمدة 10 سنوات على الأقل ليواكب أي تطور بتحول المواطنين إلى
مشردين. ويركز المختصون الاجتماعيون بشكل خاص على ضرورة التدخل لمساعدة من يعانون نفسيا
ومن أمراض عقلية واستغلال وعنف أسري لمساعدتهم على الخروج من حالة التشرد.
وعانت مدن دنماركية مختلفة في السنوات الأخيرة من ظاهرة انتشار مشردين من دول أخرى، وخصوصا
من رومانيا، قبل أن تشدد قوانينها التي تسمح بترحيل الأوروبيين والأجانب، وخصوصا بعد انتشار
ظاهرة التسول وبناء خيم أشبه بخيم “الرحل الأوروبيين” (أي الغجر من أنحاء أوروبا). وباتت قوانين
الدنمارك، وجارتها السويد، تجرّم من يضبط متسولا بغرامة مالية وسجن ثم ترحيل عن البلدين.