أخبار الشرق الاوسطأربدك-Arbdk
المعارضة تخسر معظم معقلها الأخير بدمشق.. 90 % من الغوطة الشرقية تحت سيطرة النظام وعشرات آلاف المدنيين يغادرونها
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
انتهت مساء أول أمس الجمعة 23 مارس/آذار 2018 أول عملية إجلاء من الغوطة الشرقية قرب دمشق، بعد خروج آخر المقاتلين المعارضين من مدينة حرستا، لتصبح قوات نظام بشار الأسد مسيطرةً على أكثر من 90 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة.
وبعد ست سنوات صمدت خلالها في معقلها الأساسي قرب دمشق، تتعرض الفصائل المعارضة لنكسة في الغوطة الشرقية، معقلها الأخير قرب دمشق، مع انتهاء عملية حرستا والتوصل الى اتفاق ثان لإجلاء البلدات الجنوبية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبعد اتفاقي حرستا وجنوب الغوطة، لا يزال مصير مدينة دوما الواقعة شمالها والتي يسيطر عليها “جيش الاسلام” الفصيل الأقوى في الغوطة، غير معروف، مع استمرار المفاوضات فيها مع الجانب الروسي.
ومساء الجمعة أعلن التلفزيون الرسمي السوري عن “اكتمال عملية إخراج المسلحين مع عائلاتهم من حرستا باتجاه إدلب (شمال غرب)”، وقال: “بذلك تكون حرستا خالية من الوجود الإرهابي”، حسب تعبيره.
وأضاف التلفزيون أن قوات الأسد دخلت إلى حرستا لتمشيطها وتأمينها من الألغام والعبوات الناسفة.
وإثر اتفاق بين حركة “أحرار الشام” التي كانت تسيطر على حرستا، وروسيا، بدأت أول أمس الخميس عملية إجلاء مقاتلي الفصيل المعارض من المدينة التي عزلتها قوات النظام في غرب الغوطة الشرقية.
وبعد ساعات طويلة تجمعت خلالها الحافلات تباعاً عند أطراف المدينة، وغادرت قافلة من عشرات الحافلات التي تقل الدفعة الثانية والأخيرة من مئات المدنيين والمقاتلين من الحركة.
وفور إعلان نظام الأسد مدينة حرستا خالية من المقاتلين المعارضين، بدأ جنود في قواته بالاحتفال، وفق ما نقل التلفزيون السوري في بث مباشر.
ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “هذا الخروج لحركة أحرار الشام الإسلامية (…) مكّن قوات النظام من توسعة نطاق سيطرتها لتصبح أكثر من 90 في المئة من مساحة” الغوطة الشرقية.
وجاء ذلك فيما تتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 شباط/فبراير لحملة عسكرية عنيفة لقوات النظام، تمكنت الأخيرة بدعم من حلفائها من تضييق الخناق بشدة تدريجياً على الفصائل المعارضة بعد تقسيم المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى القبول بالتفاوض.
“مشهد مبك”
رئيس المجلس المحلي في حرستا حسام البيروتي، وصف مشهد خروج سكان الغوطة بأنه مبكٍ، وقال إن المحاصرين “خرجوا من تحت الركام، خرجوا من أقبية دفنوا فيها من دون أكل أو خدمات، خرجوا للحياة من جديد برغم شعورهم بالخذلان من المجتمع الدولي”.
وسيتكرر المشهد قريباً في ما تبقى من بلدات يسيطر عليها فصيل “فيلق الرحمن” في جنوب الغوطة. إذ أعلن التلفزيون الرسمي عن التوصل إلى اتفاق يبدأ تنفيذه السبت الساعة التاسعة صباحاً (07:00 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد دخول الفيلق في مفاوضات مباشرة مع الروس.
ويقضي الاتفاق وفق التلفزيون الرسمي، “بنقل نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما”، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك “بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق”.
وقبل التوصل الى الاتفاق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 70 شخصاً في القصف على بلدات جنوب الغوطة، ومن بين هؤلاء 37 مدنياً قتلوا في غارات روسية على بلدة عربين، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي أوضح أن “القصف الروسي بالغارات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقاً أو اختناقاً”.
واستهدف القصف بـ”القنابل الحارقة” مناطق عدة في الغوطة خلال الليل تضمنت أيضاً مدينة دوما. وأظهرت صور حرائق مشتعلة في أماكن عدة، في حين أن الجيش الروسي نفى إلقاء قنابل حارقة في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن طائراته “لا تشن ضربات على الأحياء السكنية” فيها، حسب قوله.
مصير دوما
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وتحت ضغط القصف الجوي، تجري حالياً مفاوضات بين روسيا ومسؤولين في مدينة دوما، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.
ووفق عبد الرحمن، قد تؤدي المفاوضات في دوما إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة “مصالحة” بعودة مؤسسات الدولة إليها وبقاء مقاتلي “جيش الإسلام” من دون دخول قوات النظام.
وتتواصل منذ أيام عدة حركة نزوح جماعي من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، أحد المعابر الثلاثة التي حددتها القوات الحكومية للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.
ودفع القصف والمعارك أكثر من 87 ألف مدني للنزوح منذ 15 آذار/مارس الجاري باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وبقي أكثر من 30 ألفاً في منازلهم في بلدات في جنوب الغوطة سيطر عليها الجيش، وفق المرصد السوري.
وقتل خلال أكثر من شهر من الهجوم أكثر من 1630 مدنياً بينهم نحو 330 طفلاً، خلال شهر.
ويعد هجوم قوات النظام على الغوطة الشرقية، الذي يتم بدعم روسي، واحداً من أعنف الهجمات خلال الحرب السورية التي دخلت عامها الثامن ونُفذ على الرغم من مطالبات دولية بوقفه والالتزام بوقف إطلاق النار، وفقاً لوكالة رويترز.
واستخدمت الحكومة السورية وحلفاؤها الروس أساليب أثبتت نجاحها في مناطق أخرى من سوريا منذ انضمت موسكو للحرب في 2015. وتتمثل هذه الأساليب في فرض حصار على منطقة وقصفها ثم شن هجوم بري وأخيراً عرض فتح ممر آمن لمسلحي المعارضة الذين يوافقون على الانسحاب مع أسرهم إلى الشمال الغربي.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});