المرأة

اعتبروها “معجزة إنسانية” وصنفت كأعظم شخصية بالقرن التاسع عشر.. هيلين كيلر: الأديبة الكفيفة التي حولت الظلام إلى نورٍ انتشر حول العالم، وزيارتها للوطن العربي

[sc name=”ads1-2″ ]

هيلين كيلر: الأديبة الكفيفة التي حولت الظلام إلى نورٍ انتشر في كل العالم، زارت الوطن العربي وقابلت د. طه حسين

مدى بوست – فريق التحرير

هيلين كيلر أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، عانت من فقد حاستي السمع والبصر، لكن ذلك لم يمنعها من النبوغ والوصول إلى العالمية بكتاباتها الراقية، قال عنها الكاتب “مارك توين” بأنها أعظم شخصية في القرن التاسع عشر، مع الفرنسي نابليون بونابرت، وتكلم عنها الجميع باعتبارها معجزة إنسانية، قلما تتكرر.

هيلين كيلر.. من هي؟

أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، وهي تعتبر إحدى رموز الإرادة الإنسانية، حيث إنها كانت فاقدة لحاستي السمع والبصر، مع ذلك استطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية، لما قاومته من إعاقتها حيث أن مقاومة تلك الظروف كانت بمثابة معجزة. ألفت كلير 18 كتابًا، تُرجمت لأكثر من 50 لغة، أبرزهم: “أضواء في ظلامي”، “قصة حياتي”، “العالم الذي أعيش فيه”، و”الخروج من الظلام”.

نشأة هيلين كيلر

ولدت هيلن كيلر في مدينة توسكومبيا، حيث يمتلك والدها مزرعة، بالإضافة إلى مساهمته في مجال النشر، التي مكنته في خلال عشر سنوات امتلاك جريدة “North Alabamin”.

هيلين كيلر
هيلين كيلر ومعلمتها آن

 كانت عائلة كيلر مزدهرة في الماضي، ولكن تدهورت بعد نشوب الحرب الأهلية، حيث تعرضت العائلة لأضرار كبيرة، وعاشت الأسرة بعد ذلك حياة متواضعة نسبيًا. 

وفقًا لمذكرات هيلين كيلر، فإن والديها ظلوا لفترة طويلة لم يستطيعوا أن يختاروا لها اسمًا مناسبًا، فقد اقترح والدها تسميتها باسم “ميلدريد كامبل” تكريمًا لأحد الأجداد، ولكن والدتها “كيت” كانت ترغب في تسميتها باسم “هيلين ايفرت” . 

وكانت والدتها بأن اسم “هيلين” يعنى النور، وكانت ترغب أن تجعل حياة ابنتها كلها مملؤة بالنور، إلا أن والدها اعترض على ذلك الاسم الذي اختارته زوجته، ولكنهم نسوا أن يسموا الفتاة طبقًا للكنيسة، فتذكر أن الفتاة تدعى هيلين، وكان الكاهن قد دعا لها أن تسمى باسم “هيلين أدمس كيلر”.

ولدت كيلر طفلة سليمة بدون أي أمراض، وقبل عيد مولدها الأول بدأت المشي،  وكان لديها رؤية ممتازة حيث أنها كانت تستطيع أن تجد الإبرة التي تسقط على الأرض. ووفقاً لكلام والدتها “كيت كلير” استطاعت هيلين عندما بلغت سن ست شهور أن تنطق بعض الكلمات مثل “Tea”، كما بدأت أن تسأل “ماذا تفعلين؟”، واستطاعت حفظ الكثير من الكلام في ذاكرتها، وعرفت كلمات أخرى مثل: المياه وغيرها من الأشياء الطفولية مثل: “فا- فا “. 

عندما بلغت هيلين سن 19 شهرًا أصابها مرض خطير تم تصنيفه بأنه “التهاب بالرأس”، وكان حديث الأطباء حول ذلك المرض، فقد كانوا يعتقدون أنه الحمى القرمزية أو الحصبة الألمانية أو التهاب السحايا. وقد صرح وقتها طبيب الأطفال أن حياة الطفلة في خطر، ولكن المفاجأة أنها تعافت من المرض تمامًا، إلا أن سعادة الآباء لم تستمر طويلًا، حيث فقدت هيلين حاستي السمع والبصر بعد التعافي.

في تلك السنوات، بدأت كيلر حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحالتها، وعندما بلغت سن السابعة، قرر والداها إيجاد معلم خاص لها، لذلك أرسل مدير مدرسة “بيركنزا” للمتفوقين، الشابة المتخصصة “آن سوليفان” التي استطاعت التقرب من هيلين وكانت لها دور كبير في تعليمها وتدريبها على ممارسة حياة طبيعية. بعد أن أنهت كيلر التعليم الثانوي التحقت بكلية “رادكليف” حيث حصلت على شهادة البكالوريوس، وقد عاشت بعد ذلك مع معلمتها سوليفان بشكل دائم حتى وفاتها.

في خلال سنوات التعليم أصبحت كيلر من داعمي الاشتراكية، وفي عام 1905 انضمت كيلر إلى الحزب الاشتراكي الأمريكي. وقد أصبحت كيلر بعد ذلك ناشطة بارزة في الأعمال الخيرية، حيث كانت مدعومة من قبل التعليم والتنشئة الاجتماعية للأشخاص من ذوي الإعاقة، وكانت شخصية بارزة ونشطة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.

في عام 1934 منحت كيلر جائزة “ليندون جونسون”، وهو وسام الحرية الرئاسي، ومنذ عام 1980 يحتفل بعيد ميلاد هيلين كيلر بمرسوم صدر من جيمي كارتر حينها، بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت كيلر من ضمن الثقافة الشعبية، حيث كانت شعبيتها من خلال مسرحيتها “صانع المعجزات”.

مؤلفات هيلين كيلر

نشرت هيلين كيلر ثمانية عشر كتابًا، ومن أشهر مؤلفاتها: “العالم الذي أعيش فيه”، “أغنية الجدار الحجري”، “الخروج من الظلام”، “الحب والسلام”، و”هيلن كيلر في اسكتلندا”، وترجمت هذه الكتب إلى خمسين لغة. 

ألفت كلير كتاب “أضواء في ظلامي” وكتاب “قصة حياتي” في 23 فصلًا و132 صفحة في 1902، واحدة من عباراتها الشهيرة: “عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلًا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا”. ومما قالته أيضًا : “الحياة إما مغامرة جريئة وإما لا شيء”.

هيلين كيلر
هيلين كيلر في الشرق الأوسط

زيارة هيلن كلير للوطن العربي ومقابلة عميد الأدب العربي طه حسين

في عام 1952 قامت هيلين بجولة في الشرق الأوسط، حيث زارت مصر ولبنان وسوريا والأردن  وفلسطين، وحرصت على لقاء العديد من كبار الشخصيات الثقافية والسياسية في المنطقة، لكن كان شغفها لزيارة مصر كبيرًا، وخاصة لمقابلة الأديب العالمي د. طه حسين.

 كانت كيلر تحلم بلقاء عميد الأدب العربي لأنه كان مثلها، قهر الظلام وتحدى الإعاقة ونادى بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي، ومدت كيلر أناملها إلى وجه طه حسين عندما التقته وراحت تتحسسه، حتى تتعرف على صاحب هذه الملامح بنفسها، وتحفر ملامحه في خيالها.

هيلين كيلر
هيلين كيلر مع عميد الأدب العربي د. طه حسين

وفاة هيلين كيلر

توفيت كيلر في الولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر يناهز سبعة وثمانون عام، وذلك في عام 1968 ميلادي، في يوم واحد من شهر يونيو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى