(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
يتواصل سجال في الدنمارك حول حرية المصافحة بين الجنسين، لتشكل مادة دسمة لدى مشرعين من مختلف الاتجاهات على خلفية دعوى قضائية لتعويض مسلمة في السويد، بعد رفض تشغيلها، فضلا عن منع الجنسية عن زوجين في سويسرا، بسبب رفض مصافحة الجنس الآخر. في كوبنهاغن، اتفقت أحزاب المحافظين والشعب الدنماركي (يمين متشدد) والاجتماعي الديمقراطي من يسار الوسط، على أنه “ينبغي أن يكون هناك اشتراط قانوني لمصافحة المحافظ (العمدة) إذا ما أراد الشخص الحصول على الجنسية”. واعتبر مسؤول لجنة الدمج في البرلمان، مارتن هينركسن، في حديث للقناة الثانية الدنماركية، أن “المصافحة لغة تواصل وتقليد حين نلتقي بأشخاص للمرة الأولى، والعديد من الناس يعتبر عدم مقابلة اليد الممدودة بمثلها إهانة وازدراء”. وتؤكد الأحزاب، على خلفية السجال الإعلامي والاجتماعي والأكاديمي، أنه “يجب أن يصبح إلزاميا أثناء تقديم طلب الحصول على الجنسية مصافحة المحافظين الذين يتلقون تلك الطلبات”. وتتجه الأحزاب إلى طرح تعديلها على البرلمان، لتصبح المصافحة جزءا من احتفال التوقيع على وثيقة “احترام القيم الأساسية الدنماركية”، وهي شرط من شروط الجنسية. ورغم السجال على مدار السنوات الماضية، حول رفض بعض النساء والرجال المسلمين المصافحة، ومنهم السياسية المحجبة أسماء عبد الحميد، إلا أن عضو البرلمان الدنماركي عن حزب المحافظين ومقرر شؤون الهجرة والجنسية، ناصر خضر، يرى أن “مسألة الجنسية مهمة للكثيرين الذين سيوافقون على مد أياديهم للسلام. التعديل المقترح لن سيواجه مشكلة، إذ إن من يوقع على التزام المبادئ والقيم الدنماركية لن يمتنع عن السلام”. وتقول مقررة شؤون الجنسية في يسار الوسط، أستريد كارو، في تصريح للتلفزيون الدنماركي: “حين تقوم عمدة في إقليم ما بتهنئة الناس بحصولهم على الجنسية، فأعتقد أنه من اللائق رد التحية بمد اليد، وهو أمر طبيعي أن يصدر عن مواطن انضم للمجتمع”. واستحضرت وسائل الإعلام الدنماركية آراء خبراء ومختصين لشرح تاريخ ومعاني السلام بمد اليد حول العالم، وفي بلدهم، مع كثير من تفاصيل هذه العادة البشرية، ويجمع الخبراء والمختصون على أن أغلبية المسلمين لا توجد لديهم مشكلة في المصافحة، فالبروفسور في الثقافة بجامعة جنوب الدنمارك، يوهس فراندسن، يرى أن قضية السلام “تعود إلى قانون جوتلاند للتجارة في 1241، ورغم أننا اليوم أمام انحسار مد اليد للسلام في مجتمعنا والاستعاضة عنها بكلمة (هاي)، إلا أن السلام باليد يعبر عن أدب في التعامل، ويعتبر أمرا هاما للتواصل”. وتقول الشابة المسلمة المحجبة ميادة لـ”العربي الجديد”، إنها جربت الذهاب لجلسة توظيف في وجود 3 نساء و3 رجال، “يصعب عليك أن تدخل إلى جلسة ويستقبلونك واقفين ومادين أيديهم للترحيب فتضع يدك على صدرك، وتتوقع أن الكل سيفهم دوافعك الدينية. عدم الرد بالسلام باليد يعتبر محرجا. كل المشكلة أن أتوضأ مجددا، وهذه لا أظنها تحتاج لكل هذا السجال والإمعان في اعتبار السلام عقدة في العلاقة مع المجتمع غير المسلم”. وفي وقت سابق، قررت محكمة سويدية تعويض مسلمة رفضت مصافحة رجل أثناء جلسة توظيفها، ما أثار أيضا سجالا كبيرا في السويد حول الاندماج. كما كشف النقاب أخيرا عن رفض سويسرا منح زوجين الجنسية بعد رفضهما مصافحة الجنس الآخر من الموظفين الرسميين المسؤولين عن التجنيس.
/ ناصر السهيلي/
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({
google_ad_client: “ca-pub-4325684364708397”,
enable_page_level_ads: true
});