أربدك-Arbdk

الهجوم على المحطة النووية الأوكرانية يثير القلق حول العالم

الهجوم على المحطة النووية الأوكرانية يثير القلق حول العالم

مع سيطرة القوات الروسية، الجمعة، على أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا، تثير

موسكو المخاوف والقلق حول العالم من وقوع كارثة نووية، خاصة بعدما اشتعلت

النيران في أجزاء منها بسبب قصف روسي، ومنع كوادر الإطفاء من الوصول إلى

المنشأة.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة ومن السلطات الأوكرانية إنه في النهاية وصلت

كوادر الإطفاء الذين أخمدوا الحريق، فيما واصلت روسيا هجومها على جبهات

متعددة، وتسببت بموجة لجوء لنحو 1.2 مليون أوكراني.

وبالتزامن مع الإدانات الدولية لما فعلته موسكو، اتخذ الكرملين إجراءات صادمة

ضد تدفق المعلومات داخل روسيا، حيث تم حظر فيسبوك وتويتر، ناهيك عن

توقف نشاطات وسائل إعلام غربية بعدما وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

قانونا يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما إذا تم نشر أخبارا تراها السلطات

بحسب وجهة نظرها كاذبة.

وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي،

إن قذيفة روسية أصابت مركزا للتدريب في محطة زابوريجيا، التي تضم 6


مفاعلات للطاقة.

صورة تظهر مكان الحريق في المحطة النووية الأوكرانية

وأثار الهجوم قلقا عالميا وخوفا من كارثة يمكن أن تجعل كارثة حادثة تشيرنوبيل

عام 1986، حادثا بسيطا أمامها، إذ أنه لو وقع انفجار في زابوريجيا، سيكون أثره

أكثر بأضعاف من حادثة تشرنوبيل، وهو ما حذر منه الرئيس الأوكراني، فولوديمير

زيلينسكي.

وقالت السلطات الأوكرانية إن السلطات الروسية سيطرت على المحطة النووية،

ولكن تم الإبقاء على العاملين في المنشأة لإدارته، فيما قال غروسي إن مفاعلا

واحدا يعمل حاليا بنسبة 60 في المئة من طاقته.

وكان غروسي قد حذر في وقت سابق من وصول الهجمات إلى نحو 15 مفاعلا

للطاقة النووية في أوكرانيا، تتواجد في أربع منشآت.

وأسفر الهجوم على المحطة النووية عن إصابة شخصين في الحريق، فيما قتل

ثلاثة جنود أوكرانيين.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، قال إن “هذه الواقعة تؤكد

التهور الذي يمارسه الروس بهذا الغزو غير المبرر”.

وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، قال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة

سيرجي كيسليتسيا إن الحريق اندلع نتيجة القصف الروسي للمحطة واتهم موسكو

بارتكاب “عمل إرهابي نووي”.

من جانبه زعم متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف أن مجموعة

“تخريبية” أوكرانية أشعلت النار في المحطة النووية.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن خبراء السلامة الذرية قولهم “إن خوض الحرب

باستهداف المفاعلات النووية يمثل وضعا غير مسبوق وخطيرا للغاية”.

وقال أدوين ليمان، من اتحاد العلماء في واشنطن إنه “لم يتم تصميم أي محطة

نووية لتتحمل تهديد بهجوم عسكري واسع النطاق”.

انفجار المحطة سيكون أكبر بعشر مرات من حادث محطة تشيرنوبل

من جانبه قال أليكس روزين، من منظمة الأطباء لمنع الحرب النووية إن “الحادث

ربما كان نتيجة المبالغة في تقدير الوحدات العسكرية لدقة أسلحتها، بالنظر إلى أن

الرياح السائدة كانت ستحمل أي تداعيات إشعاعية مباشرة نحو روسيا”.

وأشار إلى أنه “لا يوجد لروسيا مصلحة في تلويث أراضيها”، موضحا أن “الخطر لا

يأتي فقط من المفاعلات، بل من منشآت التخزين أيضا التي تحتوي على الوقود

المستهلك”.

في أعقاب الهجوم، ناشد زيلينسكي حلف شمال الأطلسي مرة أخرى لفرض منطقة

حظر طيران فوق بلاده. لكن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ استبعد هذا

الاحتمال، مشيرا إلى خطر اندلاع حرب أوسع بكثير في أوروبا.

وقال إنه لفرض منطقة حظر طيران، سيتعين على طائرات الناتو إسقاط الطائرات الروسية.

في خطاب عاطفي انتقد زيلينسكي تردد حلف الناتو، قائلا إنه “سيفك قيود روسيا

تماما أثناء تصعيدها هجومها الجوي”، مضيفا إلى أن “الناتو بذلك يعطي الضوء

الأخضر لقصف المدن والقرى الأوكرانية”.

كييف تعلن إخماد النيران في محطة زابوريجيا النووية

وبعد أكثر من 9 أيام على الغزو الروسي، لم تحرز القوات الروسية تقدما كبيرا، حيث

يواجه مقاومة أوكرانية شرسة.

وأسفرت جولة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا الخميس عن اتفاق مبدئي لإنشاء

ممرات آمنة لإجلاء المواطنين وتوصيل الغذاء والأدوية.

وأصيب في الحرب على أوكرانيا حتى الآن أكثر من 840 طفلا، وقتل 28 بحسب


السلطات الأوكرانية، كما أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل 331

مدنيا، ويتوقع أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى