الدنمارك بالعربي -أخبار السويد: سلطت مجموعة من الخبراء داخل بلديات ومقاطعات السويد، الضوء على أدلة متزايدة تؤكد وجود صلة بين أنماط الحياة غير الصحية وخطر الإصابة الشديدة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19. وذلك في رسالة وجهت إلى ثلاث سلطات مختلفة في البلاد.
يعتقد لارش واينهال، رئيس مجموعة الخبراء في إدارة المعرفة في الرعاية الصحية، أنه يجب تضمين توصيات حول نمط الحياة في الحملة الإعلامية الوطنية التي تقيمها الوكالة السويدية للحماية المدنية وتخطيط الطوارئ، إلى جانب التوعية بشأن أهمية غسل اليدين والحفاظ على التباعد الاجتماعي. ويؤكد على ضرورة تكرار هذه النصيحة في كل مؤتمر صحفي.
وقال مدير عام هيئة الصحة العامة السويدية يوهان كارلسون، “أنا أتفق تمامًا مع كتّاب الرسائل من حيث أهمية أنماط الحياة.”
ويستذكر كارلسون التحليل الذي أجرته هيئة الصحة العامة السويدية قبل بضع سنوات، والذي أظهر أن الأمراض المعدية تصيب الفئات الضعيفة اقتصاديًا واجتماعيًا بشدة. وأعزى الخبراء حينها هذه النتيجة إلى عدة أسباب، لكن أسلوب الحياة لعب دورًا مهمًا.
فلماذا لا يسلط الضوء على رسائل مثل فوائد الإقلاع عن التدخين، وشرب كميات أقل من الكحول، وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي أثناء الوباء؟
أجاب كارلسون على هذا التساؤل بالقول، “ليس من السهل توصيل عدة رسائل بالتوازي، إذ يجب أن نركز بداية على الرسالة الأكثر أهمية وضمان وصولها حقًا إلى المجموعات المتأثرة بشكل أساسي. لذلك، اخترنا بوعي التركيز في البداية على الوضع الخاص من خلال الحث على غسل اليدين والحفاظ على مسافة الأمان.”
بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لدى الخدمات الصحية خلال الربيع القدرة المتبقية لمساعدة الأشخاص الذين يرغبون في تغيير عاداتهم المعيشية. لكن يوهان كارلسون يعد بتغيير هذا في الخريف.
فقال، “في المستقبل، سنولي اهتمامًا أكبر لأسلوب الحياة والعادات المعيشية. هناك الكثير مما يوحي بأن مثل هذه الآثار طويلة المدى لها تأثير على الوباء وأنها تؤثر أيضًا على أمراض أخرى.”
ويعتقد كارلسون أن النهج الذي اختارته السويد في تجنب الإغلاق الكامل، كان مدفوعًا إلى حد كبير بالآثار السلبية التي ستنعكس على الصحة العامة، فتتسبب بالأمراض النفسية وتخفيف الأنشطة البدنية.
وأضاف كارلسون “نريد اتباع نهج كبير وموحد إلى حد ما تجاه هذه القضايا. يبدو أن هناك فجأة تفهم كبير وتقبل لهذا النهج في المجتمع. ولكن المعلومات وحدها لا تكفي، بل يجب تلبيتها باستثمارات حقيقية على نطاق واسع، في مجال الصحة والمدرسة والرعاية.
وأخيرًا، أكد كارلسون على أهمية التغذية بشكل عام، وعلى كبار السن بشكل خاص. مؤيدًا بذلك ما ورد في رسائل الخبراء. وقال، لحسن الحظ أن الناس بدأوا يفهمون أن الأمر برمته يحتاج إلى العديد من الاحتياجات الأساسية المختلفة، الجسدية والذهنية.”