وقد حدث ما حدث في اليوم التالي ، فعمدت السلطات إليهم أن يختاروا من بينهم
أفرادا ليذهبوا إلى الضفة الثانية من النهر ليحضروا الدقيق لزملائهم ، وللأسف كانوا
من اختاروهم لتلك المهمة أكثر وضاعة فكانوا يسرقون الطعام ويحجبونه عن
زملائهم ويطالبونهم بأموال مقابل الحصول على الدقيق ، وكان السجناء يخلطون
الدقيق بالماء ويأكلونه نيئا لعدم وجود مخابز على الجزيرة الأمر الذي أدى إلى وفاة
العديد منهم في أسابيع قليلة بسبب الإسهال الشديد ، فشاعت الفوضى والهرج
وبسبب انعدام الغذاء وغياب القانون شرعوا في قتل بعضهم البعض حتى أصبح
عدد منهم من آكلي لحوم البشر.