الدنمارك بالعربي

5 نساء غيرن وجه العالم للأبد

5 نساء غيرن وجه العالم للأبد

ذكر الاتحاد الدولي للاتصالات في أحدث بياناته أن 30% فقط من المتخصصين

في علوم التكنولوجيا على مستوى العالم هم من النساء. وحسب دراسة أعدتها

مؤسسة “ديلويت غلوبال” (Deloitte Global)، فإن 23% فقط من النساء

يعملن في قطاع تكنولوجيا المعلومات والحوسبة في الولايات المتحدة الأميركية.

وتبلغ نسبة الخريجات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات “إس

تي إي إم” (STEM) نحو 19% فقط، كما تترك النساء صناعة التكنولوجيا بمعدل

45% أعلى من الرجال، بحسب منصة “داتا بورت” (dataprot).

لكن التاريخ مليء بالنساء اللواتي اخترعن أو عملن على ابتكار التطورات التكنولوجية التي أصبحت الآن جزءا من حياتنا اليومية. نستعرض في هذا التقرير بإيجاز مسيرة 5 نساء غيرن وجه الثورة التكنولوجية للأبد، وكنّ السبب فيما وصلت إليه البشرية من تقدم وازدهار في هذا الزمان، وذلك وفق منصة “غلوبال أب تيستينغ” (Global App Testing) في تقرير موسع لها نشر مؤخرا.

آدا لوفليس.. أول مبرمجة حاسوب في العالم

آدا لوفليس هي ابنة الشاعر الإنجليزي الرومانسي المشهور اللورد بايرون وزوجته آنا إيزابيلا بايرون، وقد ولدت في ديسمبر/كانون الأول 1815، وظهرت موهبتها الرياضية منذ سنوات طفولتها الأولى حيث كانت مغرمة بحل المسائل الرياضية، وقادتها مواهبها الرياضية إلى علاقة عمل طويلة وصداقة مع عالم الرياضيات البريطاني تشارلز باباج، المعروف أيضا بـ”أبي الحاسوب”، وقد عمل باباج بشكل خاص على “المحرك التحليلي” (Analytical Engine)، وهو جهاز معقد لم يتم إنشاؤه على أرض الواقع، ولكنه يشبه إلى حد كبير الحاسوب الحديث.

ونتيجة لعملها في هذا المشروع كانت أول من أدرك أن للآلة تطبيقات تتجاوز مجرد الحساب، في حين ركز الكثيرون غيرها بمن فيهم باباج نفسه على تلك القدرات، ونشرت أول خوارزمية يمكن أن تقوم بها هذه الآلة، وكانت أول من عرف الإمكانيات الكاملة للآلة الحاسبة، وغالبا ما يشار إلى لوفليس بأنها “أول مبرمجة حاسوب في العالم”، إذ كانت ملاحظاتها حول المحرك التحليلي هي التي استخدمها آلان تورينج فيما بعد كشكل من أشكال الإلهام لعمله على أول حاسوب حديث في الأربعينيات من القرن الماضي.

توفيت لوفليس بسرطان الرحم في عام 1852 عن عمر يناهز 36 عاما بعد أن أسدت للبشرية خدمات لا تنسى على مر الزمن.

راضية بيرلمان.. أم الإنترنت

ولدت راضية بيرلمان في بورتسموث بولاية فيرجينيا الأميركية يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 1951، إذ كان والدها مهندسا مختصا بالرادارات في الحكومة الأميركية، وأمها عالمة رياضيات، ونتيجة لهذه البيئة العلمية وجدت بيرلمان أن الرياضيات علم سهل وممتع للغاية.

حصلت على درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1973 من “معهد ماساشوستس للتكنولوجيا”، وفي عام 1976 حصلت على درجة الماجستير في المجال نفسه من المعهد ذاته، وأكملت بيرلمان درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب من المعهد الشهير في عام 1988. وكانت أطروحتها حول “التوجيه في وجود أعطال الشبكة الخبيثة”، إذ ركزت على تصميم شبكة حاسوب من شأنها مقاومة الأعطال لمساعدتها على أن تصبح أكثر استقرارا.

وكان لاختراع راضية بيرلمان، الملقبة بـ”أم الإنترنت”، للخوارزمية الكامنة وراء الإنترنت والتي تعرف باسم “بروتوكول الشجرة الممتدة (Spanning-Tree Protocol STP)، دور أساسي في جعل الإنترنت التي نعرفها اليوم أمرا ممكنا.

كما كان لعملها تأثير كبير على الطريقة التي تنظم بها الشبكات البيانات بنفسها وتنقلها، ووضع القواعد الأساسية لحركة الإنترنت في مكانها الصحيح. ألقت بيرلمان محاضرات وخطابات رئيسية في جميع أنحاء العالم وفي أعرق المعاهد العلمية والجامعات الدولية، ولا تزال تعمل مبرمجة ومهندسة حاسوب لدى شركة “ديل إي إم سي” (Dell EMC) حتى الآن.

هيدي لامار.. مخترعة شبكة الواي فاي

هيدي لامار ممثلة ومخترعة أميركية من أصول نمساوية، ولدت في مدينة فيينا عام 1914، وكانت الابنة الوحيدة لأسرة ثرية، وحققت شهرتها قبل رحيلها إلى مدينة هوليود حيث أصبحت من نجوم شركة “مترو غولدوين ماير” العالمية للإنتاج السينمائي، إضافة إلى هوسها بعلم الرياضيات.

وحققت شهرة عالمية من خلال دورها في فيلم “شمشون ودليلة” الذي مثلت فيه عام 1949. وتحولت نجمة هوليود بعد ذلك إلى مجال البحث العلمي، فبعض العلماء يرون أنها المخترع الحقيقي لجهاز الهاتف المحمول، والذي سجلته في أميركا، كما أنها سجلت اختراعا آخر وهو الأهم وهو “نظام الاتصال السري” (secret communication system) المخصص لتحريك الطوربيد باللاسلكي، وقد أتتها هذه الفكرة الملهمة عندما تزوجت رجلا يبيع السلاح ويعمل في طوربيدات الغواصات، إذ إنها تزوجت 6 مرات خلال حياتها الحافلة.

وحصلت على براءة هذا الاختراع الذي صممته بمساعدة الملحن جورج أنثيل عام 1942، حيث كان القصد من هذا النظام الذي يعمل على أساس “القفز الترددي” أن يكون وسيلة لإخراج الطوربيدات الموجهة بالراديو من مسارها أثناء الحرب، ولكن الفكرة ألهمت في النهاية تقنيات “واي فاي” (Wi-Fi) و”جي بي إس” (GPS) و”بلوتوث”  (Bluetooth) المستخدمة بشكل شائع اليوم، والتي لا يمكن تخيّل حياتنا من دونها أيضا. توفيت وحيدة في منزلها في ولاية فلوريدا عام 2000 عن عمر ناهز 86 عاما.

إليزابيث فينلر.. مخترعة محركات البحث

إليزابيث فينلر هي عالمة معلوماتية أميركية ولدت في مارس/آذار 1931 في ولاية فيرجينيا الغربية.

بين عامي 1972 و1989، أدارت فينلر “مركز معلومات الشبكة” (Network Information Center) في ولاية كاليفورنيا، الذي كان يشبه إلى حد كبير محرك البحث “غوغل” (Google) قبل ولادته بشكل طويل، ويعتبر الأب الشرعي له، حيث كان معهد ستانفورد للأبحاث التابع للمركز هو “العقدة” التي أشرفت على الدليل الكامل لشبكة الإنترنت الوليدة.

كما كان المركز المذكور هو المكان الأول الذي نشر الموارد والأدلة للإنترنت، وجعل البحث ضمن هذه المصادر والموارد أمرا ممكنا، إذ طور مجلدات “الصفحات البيضاء” و”الصفحات الصفراء” الأصلية، كما طورت مجموعتها أيضا وتحت إدارتها وإشرافها المباشر مخطط تسمية المجال المستخدم بكثرة في إنترنت اليوم مثل “دوت كوم” (.com) و”دوت نت” (.net)، و”دوت غوف” (.gov) وغيرها الكثير.

آني إيزلي.. عالمة الصواريخ في ناسا

كانت آني إيزلي عالمة صواريخ في وكالة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” (NASA) ورائدة للتنوع الجنسي والعرقي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وعندما تم تعيينها كانت واحدة من 4 موظفين سود فقط في المختبر، وذلك من أصل 2500 موظف يعملون لدى ناسا في ذلك الوقت.

بعد 34 عاما، أسهمت في العديد من البرامج كعالمة حاسوب، وألهمت الكثيرين من خلال مشاركتها الحماسية في برامج التوعية، وكسرت الحواجز بصفتها مستشارة لتكافؤ فرص العمل. وضع عمل إيزلي الحيوي في مشروع صاروخ سنتور أثناء وجودها في وكالة ناسا الأسس لإطلاق مكوك الفضاء في المستقبل.

تقاعدت إيزلي عام 1989. ورغم مسيرتها المهنية الطويلة وإسهاماتها العلمية الغزيرة، فإنها لم تظهر أبدا على الصور الترويجية الخاصة بوكالة ناسا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى